من الواضح أن هناك عقولاً سودانية ، تجتهد مؤخراً، في محاولة تقديم شكل آخر من الأداء المهني والإداري في سبيل مشروع الدولة السودانية ما بعد ١٥/ابريل والمثير أن الأمر ينسحب على عدد من الملفات الهامة على حد سواء.
قراءة مهمة للغاية تدور حول حتمية إعادة الدولة السودانية التفكير في سياقاتها ومساراتها الداخلية و الخارجية، لتصبح مواكبة لأنماط الحياة والخدمات في العالم أو على الأقل في الإقليم ، وتعترف صراحة بضرورة تجاوز التجارب السابقة التقليدية وترفع من طموحاتها بشكل كبير.
هل السودان أمام مطالبات جدية بخطوط عريضة لنظرة عالمية مغايرة عما درج عليه الحال منذ سقوط نظام “البشير” ، الإجابة “نعم” هو ما تسعى إليه القيادة السياسية والتنفيذية للبلاد .
من الواضح أن اقتنع السودانيون مؤخراً، وبعد صدمة الحرب التي تهدف لحرمانهم من بلادهم ، سيادتهم واستقلاليتهم بأن على الدولة أن تسعى للوصول إلى مرحلة ” التفوق الاستراتيجي” .
كما ذكرنا في الحلقات السابقة من سلسلة مقالاتنا هذه، أن القيادة السودانية لا تقاتل على الميدان العسكري فحسب ، بل تقاتل بضراوة في ميدان التنمية المواكبة للعولمة ، وتعتبر أن الدمار الذي لحق ببلادنا جراء الحرب ،يجب أن يعمر وفق استراتيجيات جديدة وحديثة .
فقد السودان في الأسابيع الأولى لمعركة الكرامة كل شئ، حتى سجلات السودانيين المتعلقة بالهوية والأراضي و…الخ ، ولكن بفضل الله ، و تضحيات ابطال سودانيين تمكنت الدولة من استعادة سجلاتها عبر التقنية والعمليات العسكرية النوعية، حيث استعاد الابطال (١٥) تيرا بايت من البيانات .
في خضم الأزمة ، استخرجت إدارات الجوازات بوزارة الداخلية (1.300.000) جواز سفر ، عبر اتيام محدودة ومصنع واحد ببورتسودان، بمعدل (٧) الف جواز في اليوم.
عند تحرير ام درمان ، انقذ ابطال معركة الكرامة ، (١٠) الف جواز من مجمع السجل المدني ام درمان ، بينما نجح ابطال “ود مدني” في إنقاذ (١٣١) الف جواز مطبوع قبل سقوط المدينة على أيدي المليشيات .
أنا حفيٌّة بكل عمل يُصنع عن الابطال العِظام في معركة الكرامة ، اولئك الذين اشترعوا طريقاً جديداً، وألانوا الصخر وأذابوا زبر الحديدِ، ليسلك من بعدهم الجواد وهي ممهدة سالكة.
محبتي واحترامي
https://www.facebook.com/share/p/Sb8V2EsNCGkYc7Qp/?mibextid=oFDknk