*رسالتي اليوم الي الشعب السوداني العظيم.نزار خيري رئيس تحالف الخط الوطني ٨ ديسمبر ٢٠٢٤*

،

في ظل المتغيرات العالمية والإقليمية المتسارعة، التي تجعلنا شهودًا على تحولات جذرية في موازين القوى الدولية، يتضح لنا جليا أن الاعتماد على الخارج، أيًا كان، يحمل في طياته مخاطر لا يُستهان بها. الشعوب التي تعيش بعزة وكرامة هي تلك التي تعتمد على نفسها، على إرادتها، وعلى وحدتها.

أما بالنسبة للقادة، وعلى رأسهم السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، فإن الرسالة واضحة: لا يوجد حليف بلا مصالح. الدول الكبرى، سواء كانت أمريكا، روسيا، أو إيران، لا تمنح دعمها إلا بما يخدم أجنداتها، وليس بما يخدم الشعوب.

وما يحدث اليوم في سوريا يجب أن يكون لنا جميعًا عظة ودرسا لا ينسى. لقد أصبحت سوريا ساحة صراعات إقليمية ودولية، حيث تدخل الجميع لتحقيق مصالحهم على حساب الشعب السوري ومعاناته. تشرذم الداخل واعتماد الأطراف المتنازعة على الدعم الخارجي لم يؤدِّ إلا إلى دمار البلاد وتشريد الملايين. نحن في السودان لسنا بمنأى عن هذا السيناريو إذا لم نتعلم من أخطاء الآخرين ونضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

وفي خضم هذه التحولات، تبرز تساؤلات مُلحة حول طبيعة الفاتورة الروسية على السودان، خاصة بعد الفيتو الروسي ضد القرارات الدولية الأخيرة فيما يختص بالسودان. ما هو الثمن الذي يُطلب من السودان دفعه في مقابل هذا الدعم؟ هل هو موارده الطبيعية؟ سيادته؟ أو ربما استخدام أرضه لتحقيق مصالح أجنبية لا تخدم شعبه؟ هذه الأسئلة يجب أن تُطرح بوضوح أمام القيادة السودانية، لأن الشعب السوداني هو من سيدفع الثمن في النهاية إذا لم تكن هناك شفافية وحسابات دقيقة تراعي المصلحة الوطنية.

نحن السودانيين، بتاريخنا الممتد ومواردنا الطبيعية والبشرية الهائلة، لسنا بحاجة إلى الاعتماد المفرط على الآخرين. يجب أن نعتمد على أنفسنا، على قوتنا الداخلية، على حكمتنا الجماعية. السودان بحاجة إلى قيادة تنحاز للوطن أولًا وأخيرًا، تحمي سيادته دون التورط في أي استقطابات دولية أو إقليمية.

رسالتنا واضحة: السودان للسودانيين، ولا خلاص إلا بتوحيد الصف، بناء الثقة بين مكوناته، والابتعاد عن الأوهام التي تُباع من الخارج. عزة السودان واستقراره تبدأ من الداخل، من إرادة شعبه وقيادته.

حفظ الله السودان وشعبه العظيم.
نزار خيري
رئيس تحالف الخط الوطني
٨ ديسمبر ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة