منذ انطلاق شرارة الحرب في أبريل 2023، أدركت تنسيقية القوي الوطنية أن المعركة هي معركة وجود فسارعت إلى توحيد القوى السياسية والمجتمعية تحت مظلة الدفاع عن الدولة الشرعية ومؤسساتها لم تكن مجرد رد فعل، بل كانت رؤية استباقية تجلت في تقديم برنامج سياسي متكامل لإدارة الدولة أثناء الحرب وبعدها، حاز على ثقة رئيس مجلس السيادة وقيادات الأجهزة الأمنية . هذا البرنامج لم يكن ورقاً فقط بل تحول إلى خارطة طريق عملية لإنقاذ السودان من الانهيار، معززاً بمواقف ثابتة ترفض أي تدخل خارجي أو وصاية على إرادة
“معركتنا بين الحق والباطل”، بهذه الكلمات لخص محمد سيد احمد الجاكومي الامين العام ان جوهر الصراع، مؤكداً أن التنسيقية تقف بصلابة خلف الجيش السوداني كخط دفاع أول عن سيادة الوطن. لم يقتصر هذا الدعم على الخطابات بل تجسد في لقاءات متعددة مع قيادات مجلس السيادة، حيث جدد الجاكومي دعمه “اللامحدود” للقوات المسلحة معرباً عن ثقته في انتصاراتها الميدانية وفي مواجهة المؤامرات الخارجية، كشف بقوة عن محاولات دول مثل الإمارات وجنوب السودان زعزعة استقرار السودان، ودعا إلى مطالبتها بدفع تعويضات للشعب السوداني جراء تدخلاتها .
قدمت التنسيقية حلولاً جذرية للأزمة السودانية، أبرزها:
• حوار سوداني شامل : دعت إلى حوار لا يستثني أحداً إلا من تورط مع المليشيات، مؤكدة أن الحل يجب أن ينبثق من الداخل تحت سقف الدستور والهوية الوطنية .
• حكومة كفاءات وطنية : طالبت بتشكيل حكومة مدنية فاعلة بكامل صلاحياتها، معتبرة أن إعلانها سيحل “الكثير من المشاكل” ويعيد للسودان مكانته الإقليمية والدولية .
• مشروع إعادة الإعمار : وضعت استراتيجية لإنعاش الاقتصاد عبر التركيز على القطاعات الحيوية كالزراعة والصناعة، مستفيدة من التكنولوجيا الحديثة .
واجهت التنسيقية هجمات شرسة من قوى سياسية اتهمتها بأنها “واجهة للجيش” أو تمثل أجندة النظام القديم. لكن الجاكومي دحض هذه الادعاءات ببراهين قاطعة، مؤكداً أن التنسيقية ترفض الوصاية وتعمل لمصلحة السودان ككل . كما واجه منتقديه بجرأة، كاشفاً فشل بعض القوى التقليدية مثل “حزب الأمة” و”تحالف قوى الحرية والتغيير”، الذي وصفه بأنه “أصبح دمية في يد المليشيات” .
تنسيقية القوى الوطنية ليست كياناً سياسياً عابراً، بل هي ضمير الأمة النابض وقلب المقاومة النابض في سجلات التاريخ السوداني، ستبقى صفحاتها مضيئة بشهادة المواقف حين وقفت كالطود الشامخ أمام أعاصير التفتيت، وحين قدمت الدم والفكر دفاعاً عن الأرض والهوية. اليوم، وهي تواصل مسيرتها نحو “سودان حر مدني ديمقراطي”، تثبت أن الوطنية ليست شعارات، بل أفعال تُصنع في ساحات التحدي فتحية لتنسيقية القوى الوطنية التي جعلت من درع الدفاع عن الوطن شعاراً، ومن الوحدة طريقاً، ومن النصر مصيراً