:: بدافع غريزي، عبرت دجاجة طريقاً، فسأل أحدهم لماذا عبرت الدجاجة الطريق؟، فتولدت إجابات فلسفية، إذ قال ديكارت : (لتذهب إلى الطرف الآخر)، أفلاطون : ( الحقيقة في الطرف الآخر)، أرسطو: (إنها طبيعة الدجاج)، ماركس : (هذه حتمية تاريخية)، نيتشه : (لتتجاوز نفسها و الطريق)، فرويد : (لشعورها بعدم الأمان الجنسي).. و.. هكذا كانت أوهام المواهيم ..!!
:: وكما يحدث دورياً، أحال قانون الجيش ضباطاً إلى المعاش، فتكاثرت إجابات فلسفية عميقة في دوائر النشطاء، إذ يقول صديق المهدي : (قرارات البرهان تُعزز مهنية الجيش)، فهذا الناشط يظن بأن الجيش إمارة عشائرية يستطيع أميرها إحالة من يشاء وترقية من يشاء بلا قوانين ولجان ولوائح، وليس في أمره عجب، فمن إرتزق في مشيخة أربعين يوماً فكّر مثلهم ..!!
:: أما ديكارت النشطاء، عرمان، فقد حوّل الحدث إلى أسئلة فلسفية مفتوحة، ليعصف أذهان المفكرين، لقد سأل : هل القرارات بداية اتجاه جديد؟، هل مرتبطة بسويسرا والبحث عن الشرعية؟، هل ترسيخ قبضة القائد العام سعياً لدور مستقبلي لنفسه والجيش في تشكيل النظام القادم؟، هل هي ببساطة تغيير وجوه، استبدال شخصية إسلامية بشخصية أخرى من الطبقة الثانية..؟؟
:: ثم عصف ديكارت النشطاء أذهان المفكرين عصفاً مأكولاً بالسؤال الساحق و الماحق : هل من أحالوهم للمعاش يعكسون صراع داخلي بين الإسلاميين، بين كرتي ونافع؟، فيا لهذا الخيال الخصيب، لقد كان صاحبه الأجدر برئاسة وزراء حكومة النشطاء، بدلاً عن حمدوك العاجز عن التجليات، فيما السودان يمر بمنعطف تاريخي تعديله بحاجة إلى هذا النوع من العبقريات ..!!
:: المهم .. كل ذو لسان وشفتين من عملاء المشيخة تحدث عن ترقيات وإحالات الجيش كما يتمناه، وهذا ما يُسمى بالتحليل الرغبائي، أي إسقاط رغبات قلوبهم على الواقع، ليخدعوا أنفسهم وقطيعهم بعض الوقت، وهذا شأن يُغنيهم .. فمن تحليلهم العميق يجب أن نستخلص بأن الجيش لم يكن جيش كيزان، أو كما كانوا يزعمون، لتغطية دعمهم للجنجويد..!!
:: لو كان جيش كيزان – كما يزعمون – لما أحال قائده العام و أركان حربه الضباط الكيزان إلى المعاش في ساعة ضحى..وهذا يعني أن عليهم الاعتذار للجيش و قائده العام على الاتهام بالكوزنة، وخاصة أن البرهان جنرال ماهر والجيش أصبح أقوى من أي وقت مضى، أو كما قال ديكارت النشطاء في ذات اعتذار و تزلف، أي من المعتادين عليهما ..!!