*الرباعية وأكذوبة السلام.. بيان وموقف لتمويه دعم المليشيات وإهدار سيادة السودان!!*

في الوقت الذي يحقق فيه جيشنا انتصارات ميدانية ضد المليشيا الانفصالية، تتحرك دبلوماسيات الدول المعادية وآلاتها الإعلامية في نسق واحد لصياغة واقع سياسي جديد يربك المشهد السوداني. بيان الرباعية الصادر مؤخراً يحفل بجمل بليغة عن سيادة السودان ووحدته، لكنه في المضمون محاولة لخلط الأوراق السياسية ووضع أجندات إقليمية فوق مطالب الشعب وسيادته..

المفارقة الأولى أن النص الرسمي يرفض الحل العسكري، بينما تتزايد الأدلة والتقارير على تورط جهات إقليمية في دعم المليشيا مالياً وتقنياً وربما عسكرياً، وهو ما يفكك مصداقية أي خطاب يدّعي الحياد والحرص على سلامة الشعب السوداني. تقارير أممية ومنظمات حقوقية وثّقت خروقات واضحة في مسارات إمداد السلاح، ووثائق واتهامات رسمية وعلنية رفعها السودان إلى المنظمات والهيئات الدولية. هذا التناقض بين الكلام والواقع يجعل من البيان واجهة دبلوماسية لا أكثر..

المادة التي تُحمّل الإخوان وحدهم مسؤولية تأجيج العنف ليست مجرد خطأ تحليلي، بل هي محاولة لصب الصراع السوداني داخل محاور إقليمية قائمة، وتخليص فاعلين إقليميين من مسؤولياتهم في تأجيج وإستمرار الحرب. هذه القراءة الأحادية تُبطل حقيقة أن الأزمة في السودان مركّبة من شبكة مصالح محلية وإقليمية وامتدادات تاريخية واجتماعية لا تُحلّ بتسمية طرف واحد كبابٍ للذنب. أي مسار سياسي يُبنى على هذه القوالب الجاهزة سيبقى هشّاً وغير قابل للاستدامة..

ردّ الحكومة السودانية كان واضح الملامح، قبول المساعدة الإنسانية وخطوات إنهاء الحرب الواقعية، مع رفض مبدأ المساواة الكاذبة بين دولة شرعية وميليشيا إرهابية مسلحة. هذا الرفض ليس دفاعاً عن مناصب أو رموز، بل دفاع عن حق الدولة في فرض القانون وحماية المواطنين من الإرهاب المنظم. كما أشارت الحكومة إلى أن المشكلة الأساسية ليست في صدور بيانات بل في غياب إرادة دولية حقيقية لقطع أي دعم خارجي للمعتدين، وإلزام الطرف المتمرّد بالانسحاب والالتزام بقرارات المجتمع الدولي..

ما نحتاجه عملياً ليس بيانات جديدة تُعيد تدوير عبارات رنانة، بل إجراءات ملموسة وواضحة تتمثل في إيقاف فوري لأي مسار دعم عسكري أو لوجستي للمليشيا، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين بلا قيود، واعتراف صريح بشرعية مؤسسات الدولة ورفض أي محاولات مساواة أو وصاية. وعليه يترتب على المجتمع الدولي أن يختار بين أن يكون حامياً للسلام أو شريكاً في إطالة أمد الحرب، لا تبرير ولا وساطات تحت مسميات براقة لتبرير سياسات راكمت ويلات الحرب وانتهاكاتها على الأرض..

الشعب السوداني وجيشه لن يقبل أن تُباع دماؤه كأداة تفاوض في صراعات إقليمية. إذا لم تتبع بيانات الرباعية خطوات فعلية تقطّع منابع الدعم عن المليشيا وتُجبرها على الامتثال فستبقى تلك البيانات مجرد سيناريو دبلوماسي يتباهى بالكلمات بينما تواصل أيادي أخرى إشعال النار. الحل الحقيقي يبدأ بالاعتراف بسلطة الدولة، وقطع أي دعم خارجي للمتمردين، ووقف الجرائم ضد المدنيين، ولا شيء أقل من ذلك يستحق أن يسمى سلاماً..

وائل عبدالخالق مالك

#جيش_واحد_شعب_واحد
#مافي_مليشيا_بتحكم_دوله
#ضد_الجنجويد
#حكومة_الامل
#جيشنا

مقالات ذات صلة