# قلت له: مع أهمية قيادة الدكتور كامل ادريس، رئيس الوزراء لوفد السودان المشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، ورمزيتها الكبيرة لمدنية الدولة، إلا أن ذلك لا ينسجم تماماً مع حراكه الداخلي الذي يقدمه كرئيس وزراء صوري بامتياز، هذه الحالة ان استمرت كثيراً وطويلاً بكل تأكيد، سوف تصيب الشعب بالاحباط الشديد بعد عشم كبير وأمل في القادم الجديد الذي يبدو ان تعيينه قد جاء ليكمل المشهد وهذا واضح في سلحفائية حركته وعدم احساسه بما يعانيه المواطن من تشرد ومرض وغلاء فاحش في الأسعار جعل اعداد السودانيين الواقفين على خط الفقر تزدادا يوماً بعد يوم.
# ما يحدث للدكتور كامل الطيب ادريس، الذي استبشرنا به خيراً، يبدو انه (متفق عليه من الجناب العالي)، فقد ظل خياراً مناسباً للكثيرين، ولكن للاسف وضح ان تعيينه هذا، قد تم لإسكات الأصوات التي كانت تسوق له… (هذا هو كاملكم وهذه هي تجربته).
# أعود وأقول أنه إبان زيارته الأولى لبورتسودان لتحسس المسرح، سألت أحد مساندي تعيينه، وهو من الممسكين بأخطر ملفات الدولة السودانية، فقال لي أن كامل ادريس رجل مرتب وله رؤية واضحة في تحسين صورة الدولة وإعادة شتاتها وضبطها.. واضاف: سوف ينجح إذا وجد التعاون.. قبلت شهادته المبشرة تلك ولم اناقشه في ما جعل بعض الأفكار السيئة تتوارى وهي وليدة اعتقاد قديم عندي هو ان أزمة الدولة السودانية مستعصية وعلاجها ليس في تعيين كامل او غيره رئيسا للوزراء.
# بعد أشهر عديدة من التعيين.. التقيت الرجل وسألته ذات السؤال فقال لي بكل حزن الدنيا: (كامل طلع زول مسكين شديد.. ولن يستطيع السيطرة على الأمور).. لم اناقشه فيما ورد على لسانه حول السؤالين ويبدو أنه لم يكن راغباً في الاسترسال حول ملف كامل ومدى قدرته على احداث اختراق في إدارة الدولة، ولكن اريد أن أقول لكم إن هذا هو الدور المرسوم منذ البداية.. كان الأولى أن يسارع رئيس مجلس السيادة سعادة الجنرال البرهان لإيجاد معادلة تتماشى مع الواقع، وهذا يبدأ بإحالة الجنرال ابراهيم جابر الى المعاش ومن ثم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء، بالأصالة لا الوكالة، فقد أثبتت الأيام أنه الاجدار للقيام بهذا الدور ويكفيه إيقاعه السريع في إنجاز الملفات.. ذلك يتوافق مع ما قلناه حين تم تعيينه رئيسا للجنة تهيئة البيئة المناسبة لعودة المواطنين الى الخرطوم.. عبنا تلك الخطوة وقلنا أنها قد تعيق حركة رئيس الوزراء المسؤول التنفيذي الاول في البلد، وقد كان، تسارعت خطوات لجنة الجنرال بينما غرق كامل في تفاصيل جانبية لن ينجو منها إلا بأداء فعال في أروقة الأمم المتحدة.