*لتأمين ما بعد التحرير أطلقوا يد جهاز الأمن والمخابرات بقلم / محمد أبوزيد مصطفى*

اتعاظاَ بما مضى من أهوال، واستشرافاً لما قد يستقبل من تآمر ، واستصحاباً لمسيرة طويلة من الاستهداف الممنهج بزراعة الفتن تلو الفتن، والنزاعات السياسية المسلحة والسلمية، والصراعات القبلية بدعاوي التهميش تارة والتمييز العرقي تارة أخرى وبطرق متنوعة ،، علينا أن نستيقن ان كل ذلك كان من أجل الاستيلاء على المدخرات التي انعم الله بها على بلادنا عبر الوكلاء والعملاء،، ولكنهم جهلوا ان التربة التي انبتت هذا الشعب لا تقبل الا بالحصاد المر لكنس من تسول له نفسه ان يدنس تراب هذه الأرض أو يذل شعبها.

الآن وبعد الانتصارات العسكرية المشهودة للجيش والشعب على الخونة والمرتزقة وكل من موّل وعسكر وخطط وحرك كل آليات الإعلام المضللَ، مما ادهش المراقبين، ليوكد على قدرة الشعب وقواته المسلحة على التصدي لكل المحاولات اللاحقة لمواصلة العدوان الممنهج والمتطاول،،
لكن وبعدما حصل من هذا العدوان المتعاظم فقد آن الأوان لتنظيف الصف الداخلي من الذين ساقتهم الهجرات الداخلية والخارجية للتموضع المهندَس وفق الخطط المدروسة للاعداء بدواعي الحروب وافقار الريف، أو المجاعات لأسباب مناخية، أو بسبب إشعال حروب في دول الجوار، أو تزويدنا زورا بالعمالة الماهرة، أو الخبراء والباحثين بل هم لاهثين،، كل ذلك حصل ويحصل لدفع العملاء للنزوح واللجوء إلى حيث يخططون من التمركزات المهندَسة لساعة الصفر،، وقد تكشفت كل هذه الحيل والخطط اثناء حرب الكرامة..
وقد اتضح بلا ريب للأجهزة الأمنية حجم الخلايا النائمة منذ سنين وهي تنتظر ساعة الصفر، ولما حانت خرجوا من تحت الارض، ومن بين كل القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية والأمنية،،
الان وقد تكشفت خيوط المؤامرة وابعادها واحجامها، ولكيلا تعاود الكرة وتتسربل بثوب جديد، فإن على الحكومة إطلاق يد جهاز الأمن والمخابرات للتنقيب أكثر فاكثر عمن اختفى تحت الارض ممن تبقى من هذه الخلايا،، وتطهير أرض السودان من رجسهم ودنسهم لئلا يعودوا مرة أخرى باوجه اصطناعية، ولا بد بل ويجب أن تُقسَّم البلاد الي كانتونات أمنية على اساس التوزيع الجغرافي للمحليات وإعادة التفتيش عن الأصل والفصل الجيني والغوص أكثر في معرفة الصلات والقرابات وطبيعة التجمعات ونشاطها الاقتصادي والاجتماعي والديني والسياسي،، وتقليب صفحات تاريخ كل مجموعة سكانية،، خاصة خاصة تلك التي سكنت المدن حديثاً،، والكيانات السياسية التي نبتت فجأة دون ارث أو تاريخ، وأصحاب الأموال الطفيليين المصنوعين من الخارج داخل البلاد وخارجها ، والخلاصة هنا إطلاق يد الجهاز لتكون ذراعه طويلة..
وفي المرحلة المقبلة لا بد من إنتهاج سياسة الغموض الاستراتيجي، وتطليق الشفافية السياسية والعسكرية وضبط معدل ومستوى الحريات ليتماشي مع سياسة الاغلاق التاميني حفاظاً على مستقبل اجيالنا، وبلادنا،، و أخيراً الحذر الحذر من تمليك السلاح لمن لا يحق له امتلاكه، لأنه هذه من أخطر البوابات التي قد تأتي منها فتن لا تبقي ولا تذر،، فبعد التحرير الكامل وأثناءه لابد من التأمين المصاحب خطوة بخطوة الي ان تصل بلادنا الي بر الأمان الكامل المصاحب للتحرير الكامل.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole