*لماذا الهجوم على ودمدني؟؟ يوسف عبد المنان*

 

لليوم الثاني تهاجم مليشا الدعم السريع مدينة ودمدني عاصمة الجزيرة ولم تأبه للخسائر البشرية والمادية الفادحة التي ألحقتها بها القوات المسلحة في معارك الجمعة والسؤال الذي يتصدر عنوان المقال لماذا الهجوم على ودمدني في هذا التوقيت؟؟
اولا المليشيا تعرضت في الأيام الأخيرة لهزيمة في ام درمان وبحري والخرطوم وفقدت إمام المبادرة والمباداة في القتال وزحف الجيش بخطوات متسارعة نحو تحقيق أهدافه مما جعل قادة المليشيا يبحثون عن نصر معنوي
ثانيا الحملة التي قادها عبدالرحيم دقلو في غرب السودان لاستنفار مقاتلين جدد والدفع بهم للخرطوم منيت بفشل زريع جدا وذلك لجملة أسباب
أولها ضعف المردود من القتال في الخرطوم بعد نهب كل مايمكن نهبه من سيارات ومخازن اطعمه ولم تتبقي الا الركشات والكوارو ودكاكين القطاعي في بعض الأحياء السكنية والنهب والسلب شكل مغريا أساسيا لغالب المقاتلين في صفوف المليشيا
ثانيا المشكلات الداخلية التي اعترضت مخطط ال دقلو المسيرية مثلا في كردفان رفضوا استباحة مدنهم من قبل الجنجويد وتصدى المسيرية خاصة الفلايته والعجايرة عشيرة المجاهد أحمد صالح صلوحة لمخطط الاستيلاء على الفولة وبابنوسة
إضافة إلى الصراع بين البنى هلبة والسلامات الذي أضعف قوة التمرد وفشل مخطط احتلال الأبيض في كردفان بعد أن تصدى فرسان حمر للملشيا
وثالثا الموقف الشجاع الذي اتخذته حركتي العدل والمساواة بالتصدي للتمرد والقتال إلى صف الجيش وتحصين مدينة الفاشر في المرحلة الأولى والان شرعت قوات الدفاع عن دار فور في الزحف نحو تحرير الجنينه وزالنجي ونيالا وقد تجاوزت الحركات المسلحة كل خلافاتها وتوحدت على الحد الأدنى بما في ذلك عبدالواحد محمد النور الذي أثبت أنه رجل حريصا على دارفور والسودان ولايقل حرصه عن جبريل ومناوي ووحدة هذه الحركات ارعبت الجنجويد واعادتهم إلى الأرض حيث لم يجد الجنجويد إلى البضاعة الرخيصة من دارفور التي يمثلها السماسرة الطاهر حجر والهادي إدريس ورابعهم بكل أسف سليمان صندل الذى وظف كسمسار وهذه وظيفة لاتليق بما تربى في كنف خليل ومن بعده جبريل
كل هذه الاسباب دفعت مليشا ال دقلو للبحث عن منجم جديد لصيد سيارات الأهالي ومصاريف تنهب منها أموال المواطنيين وتوظيفها في شراء الناس
والقادة مليشا من أبناء شرق الجزيرة والبطانه مثل الضابط البيشي والهمباتي كيل يبحثون لهم عن موطئ قدم في السودان وهم وال دقلو يعلمون أهمية الجزيرة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لذلك كان هجوم الأمس واليوم وربما غدا وبعد غدا بغض النظر عن الخسائر المتوقعة على مثل هذه الهجمات لأن المليشيا استخدمت مثل هذا النوع من الهجمات ونجح في نيالا وزالنجي وجبل أولياء ولكن طبغرافية الجزيرة المناوئة كليا للتمرد سيكون دورا حاسما في المعركة التي بدأت أمس وربما تستمر لأيام قادمات
ولكن الثقة في القوات المسلحة وقد خرجت أمس من مقراتها وواجهت التمرد خارج ودمدني تجعل أهل السودان أكثر اطمئنان بأن البلاد لن تأتي مرة أخرى وان ترع الجزيرة والايادي التي تطعم أهل السودان ستحارب هذه المرة بوضع السلوكه والحشاشة وتمسك بالزناد وقد أيقظ التمرد فرسان الكواهلة والدويح والشكرية والاحامده والإشراف من سباتهم
وسيعلم التمرد لأي ثمن مااقدم عليه

يوسف عبد المنان

مقالات ذات صلة