:: أمريكا لم تكن تريد سلاماً للسودان طوال الفترة الماضية، ولو أرادت لما تعطّلت مباحثات جدة يوماً واحداً، وهي المتعطلة – منذ نوفمبر ٢٠٢٣ – لتلكؤ مليشيا آل دقلو في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ..!!
:: نعم، لا تتلكأ مليشيا آل دقلو في تنفيذ اتفاق جدة – بالخروج من بيوت الناس والمرافق الخدمية – بارادتها أوبغير علم أمريكا، بل تتلكأ بعلم و موافقة أمريكا، هذا إن لم تكن بأمرها وبكامل التنسيق معها ..!!
:: والآن، بعد عام وثلاثة أشهر من دعم الحرب بالصمت على تنصل المليشيا من اتفاق جدة، تريد أمريكا سلاماً للسودان وشعبه..ليس حباً فيهما، بل لتحقيق مكاسب سياسية لمرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية ..!!
:: و ليس السودان فقط، بل كل دول وشعوب العالم الثالث – و الأخير طبعاً -مجرد بطاقات اقتراع و كروت سياسية للأنظمة الأمريكية، و الفرق بين الجمهوري والديمقراطي هناك فرق وسائل وليس مبادئ ..!!
:: وصدق كاسترو، عندما سألوه عن الانتخابات الامريكية في العام 1960، وأيهما يفضّل نيكسون أم كينيدي؟، حيث قال : ( لايمكن المقارنة بين حذائين يرتديهما نفس الشخص)..!!
:: فالحزب الجمهوري يمثل الصهيونية العنيفة و الديمقراطي يمثل الناعمة، و لايوجد فرق في الاهداف والاستراتيجيات..لقد برع كاسترو، في توصيف الرئاسة الأمريكية، ولايزال الوصف قائماً ..!!
:: المهم، لمصلحة حزبها الديمقراطي، وليس لمصلحة شعبنا، امريكا تريد سلاماً لبلادنا الآن، ولذلك تسعى لفتح مسار جديد بجنيف بعد تجميد مسار جدة..ولكن أي سلام تريده أمريكا للسودان ..؟؟
:: للإجابة، يجب على وفد الحكومة السودانية الذهاب إلى جنيف بدون تردد..أدعم جنيف لإيماني بالحوار كمبدأ دعمناه في جدة، ولأن الجلوس مع الخصم على طاولة حوار لايعني قبول شروطه، بل يعني كشف أجندته ونواياه ..!!
:: وعليه، فلتذهب الحكومة بكل مكوناتها الدبلوماسية والعسكرية – وليس الجيش فقط – بأجندتها ( هي)، وبرؤيتها ( هي)، وتطرحها على الطاولة ثم تخاطب بها الرأي العام العالمي.. !!
:: ولمن يُحرّضون الحكومة على مقاطعة جنيف، يجب تذكيرهم بالمثل الانجليزي الرائع : (تستطيع أن تقود الحصان إلى الماء، ولكن لا تستطيع أن تجبره على يشرب)، وخاصة لو كانت المياه راكدة وملوثة..!!