الساحة النوبية كانت ومازالت مليئة بالمجيدين من الشعراء وإبداعاتهم، ولكن تنقصها الدراسات النقدية الفاحصة والجادة، والتي حتماً تسهم في تجويد الأداء والارتقاء به , وتسهيل فهم النصوص الشعرية والارتقاء أيضاً بذائقة المتلقين , و شاعرنا عبد االطيف سيد أحمد شاعر مطبوع , غزير الإنتاج , كتب في كل ضروب الشعر و أجاد , متمكن من لغته النوبية , عارف بأسرارها يغوص في أعماقها , ليستخرج منها الدرر الحسان , امتاز شعره بجمال التعبير و قوة البيان , و متانة السبك و النظم,صاحب مدرسة فريدة , متفرد في أسلوبه , يجيد فن السهل الممتنع , بارع في استنطاق الأساطير و التراث وهو فارس من فرسان الشعر النوبي ورائد من رواده , متعدد المواهب , كما أنه باحث في التاريخ النوبي و ملحن قدير, أثرى الساحة الفنية بالعديد من الالحان .
قصيدة قلوكبⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ
ϩⲉ̄ ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ ⲥⲉⲗⲙⲁ̄ⲛ ⲫⲉⲅⲓ̄ⲣ
ⲉⲣ ⲙⲉⲛ ⲧⲁ ⲅⲟⲥⲕⲓⲛ ⲧⲟⲩⲇⲇⲓⲣ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲃⲉⲛⲧⲓⲛ ⲅⲟⲗⲉⲅⲓ ⲙⲟⲩⲅⲥⲟⲩⲛⲇⲟ ⲛⲁ̄ϣⲓⲣ ⲅⲟⲛ ⲃⲓ ⲧⲉ̄ⲅⲙⲉⲛ
ⲱⲁⲗⲗⲁ ⲱⲉ̄ⲣ ⲧⲉ ⲉⲕⲕⲓ ⲁⲣⲅⲓ ⳝⲓⲗⲗⲟⲥⲓⲣ ⲓϣⲛⲉⲇ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲉⲕⲕⲓ ⲁⲓ̈ ⲓⲣⲓⳡⲕⲟⲣⲓ ϣⲁ̄ⲣⲉⲅⲓ ⲉ̄ⲥⲛ ⲟ̄ⲅⲓ ⲟⳡⲕⲟⲣⲓ
ⲙⲁⲛⲇⲟ ⲁⲛ ⲁⲇⲉⲙⲧⲟⲇ ⲃⲁⲛⲅⲓ ⲃⲁ̄ⲓ̈ⲉⲗ ⲱⲁⲣⲣⲁⲛ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⳝⲓⲗⲗⲉⲣⲓ ⲁⲓ̈ ϣⲟ̄ⲃ ⲱⲉ̄ⲕⲓ ⲧⲉⲕⲕⲓ ⲓ̄ⲱⲟⲥ ⲛⲉⲗⲓⳝⲙⲟⲩⲛ
ⳝⲁⲗⲗⲓⲣⲁⲛ ⲅⲟⲛ ⲁⲛ ⲛⲁⲗⲟⲩⲅⲓ ϣⲓ̄ⲅ ⲃⲁ̄ⲅⲉⲇ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲙⲓⲥⲥⲓ ⲱⲁⲣⲓⳝⲓⲛ ⲓ̄ ⲙⲉⲣⲓⲛ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁ̄ⲇⲕⲓ ⲉⲣⲉⳝⳝⲉ̄ⲛ
ⲃⲓⲗⲗⲉ ⲱⲉ̄ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁⲇⲕⲓ ⲓⲛ ⲁⲛⲛ ⲁ̄ ⲓⲣⳡⲉⲇ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲣⲁⲛⲇⲉ̄? ⲉⲛⲛⲉⲃⲉⲕⲕⲉⲇ ⲉⲣ ⲁⲗⲉ̄ⲅⲓ ⲧⲉ ⲱⲉ̄ⲛ?
ⲉⲛ ⲕⲓⲣⲁⲓ̈ ⲕⲟⲩⲗⲙⲁⲛ ⲁⲛⲉ̄ⲛ ⲇⲟⲩⲙⲙⲉ̄ⲣⲉⲇ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲓ̈ⲟ̄ ⲃⲓⲗⲗⲉ ϣⲁⲃⲃⲉⲅⲓ ⲓⲙⲃⲉⲗ ⲧⲁ ⲅⲓⳝⲣⲉⲇ
ⲱⲓⳝⲱⲓⳝⲓⲛ ⲅⲟⲛ ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁ̄ⲇⲕⲓ ⲕⲁ̄ⲅⲓⲛ
ϩⲉ̄ⲣⲟⲩⲛ ⲁⲛ ⲧⲟ̄ⲇ ⲱⲁⲣⲣⲓⲣ ⲁ̄ⲅⲓⲗⲓ ⲅⲟⲩⲣⲣⲉ ⲃⲟ̅ⲩ̅ⲣⲁⲛ
ⲁⲣⲧⲓ ⲁⲣ ⲙⲁⲗⲗⲉⲅⲓ ⲃⲓ ⲧⲁⲅⲓⲣⲓⲛ ⲓⲣZⲓⲅⲕⲓ ⲃⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲙⲁⲥⲓⲗ ⲁⲛ ⳝⲉⲣⲟⲩⲛ ⲁⲓ̈ ⲱⲓ̄ⲗ ⲟⲩⲅⲟ̅ⲩ̅ⲅⲓ ⲥⲁ̄ⲱⲉⲗ ⲛⲁϩⲁⲇ ⲛⲁⲗⲥⲟⲩⲇⲇⲟ̄
ⲓⲙⲃⲁ̄ⲛⲛⲁⲛ ⲃⲓⲧⲁ̄ⲛ ⲅⲟⲛ ⲓⲛⲁⲛⲛⲁ ⲅⲟⲛ
ⲧⲟ̄ ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲣⲁⲛ ⲓⲙⲃⲁ̄ⲛⲛⲁ ⲁⲣⲟ̄ ⲥⲟ̅ⲩ̅ⲇⲕⲓⲣ ⲇⲉⲅⲉⲇ
ⲁ̄ⳡⲥⲓⲛ ⲛⲁϩⲁⲇ ⲧⲁ ⲁⲛ ⲕⲁ̄ⲛ ⲟⲅⲟⲗ ⲧⲟ̅ⲩ̅ⲣ ⲁ̄ⲣⲧⲉⲣ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲅⲟⲩⲣⲣⲉ ⲃⲟ̅ⲩ̅ⲛ ⲧⲉⲛ ⲕⲟⳡ ⲟⲩⲛⲁⲧⲧⲓ ⲛⲁϩⲁⲇ ⳝⲟⲩⲅⲓⲛ
ⲧⲉⲛ ⲥⲁ̄ⲙⲉ ⲁⲣⲟ̄ⲅⲓ ⳝⲓⲅⲇⲓⲛ ⲅⲟⲛ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲓⲙⲃⲁ̄ⲃ ϩⲁⲛⲟⲩⲣⲧⲟ̄ⲛ ⲕⲟⲩⲧⲧⲉ ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲛ ⲛⲁⲗⲗⲓⲅⲁ̄ⲗ
ⲧⲉⲛ ⲁⲥⲥⲓ ⲙⲁⲥⲥⲟ̄ⲇ ⲱⲉ̄ⲕⲓ ⲁⲃⲁ̄ⲅⲓⲣ ⲕⲟⲩⳝⲣⲉⲇ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲁⲓ̈ ⲅⲁⲇⲇⲓ ⲅⲁⲥⲟⲩ ⲱⲉ̄ⲅⲓ ⲛⲉⲕⲕⲉⲛ ⲁⲓ̈ ⲛⲉⲕⲕⲉ ⲁ̄ⲣⲓⲅⲁⲗ
ⲃⲉⲛⲧⲓⲛ ⳝⲉⲣⲓ̄ⲇ ⲙⲁ̄ⲗ ⲇⲉⲥⲥⲉⲧⲟ̄ⲇ ⲱⲉ̄ⲕⲕⲓ ⲛⲉⲕⲕⲉⲇ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲃⲟⲩⲣⲟⲩ ⲛⲟ̄ⲣⲟ ⲙⲁⲗⲗⲉⲛ ⲃⲁⲣⲣⲉⲣ ⲉⲣ ⲛⲟⲃⲣⲉ ⲁⲛ ⲫⲓⲗⲗⲓⲧⲧⲓⲛ
ⲥⲟⲩⲙⲁⲇ ⲁⲛ ϩⲁⲣⲓ̄ⲣⲕⲉⲇ ϣⲓⲇⲇⲓ ⲃⲟ̅ⲩ̅ⲛ ⲅⲟⲛ ϣⲓⲣⲣⲓ ⲃⲁ̄ⲛⲓⲛ
ⲧⲓⲇⲇⲟ ⲁⲣϩⲁⲙⲉ̄ⲣⲉⲛ ϣⲟ̄ⲃ ⲥⲉⲣⲉ̄ⲣ ⲧⲟⲩⲗⲗⲉ̄ⲗⲓⲅⲓⲇⲇⲉⲛ
ⲁⲛ ⲧⲟ̄ⲇ ⲁⲗⲉ̄ⲛ ⲓⲛ ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁ̄ⲇⲕⲓ ⲕⲁ̄ⲅⲓⲛ
اليكم قصيدة نوبية شدتني وتوقفت عندها وحول مضامينها كثيراً، وهى قصيدة (قلوكب) لشاعرنا الشفيف عبداللطيف سيدأحمد , وهي قصيدة نوبية في غاية الروعة والجمال امتزج فيها الخيال الخصب بالأسطورة والمعتقد, فشكلت واقعاً تنبعث منه رائحة التراث والأصالة، تداخلت فيها الأمنيات بالأحلام في مشهد درامي مثير، نُظمت بلغة سلسة جميلة تدل على عبقرية الشاعر الذي دوما ما يتحفنا بالجديد والمثير , فقصة طائر القلوكب هي أسطورة نوبية خالدة تحولت إلى قصيدة أسطورية ومن ثم إلى لحن أسطوري .
قراءة للأسطورة:
الأسطورة النوبية كما رواها الأستاذ القدير مكي على إدريس, تحكى عن إجماع النساء النوبيات على تقديم شكوى لسيدنا سليمان عليه السلام يشكين فيها من سوء معاملة الرجال لهن, وتحميلهن أعباء العمل مع هضم لحقوقهن، ولبعد الشقة قررن الاستعانة بطائر يحمل هذه الشكوى.
فالطيور كانت الوسيلة الوحيدة آنذاك لإيصال الرسائل، فاعتذرت كل الطيور إلا أن طائرالسعد (قلوكبⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ-) أو (ككروجⲕⲟⲅⲣⲟ̅ⲩ̅ⳝ-) (بوقجⲃⲟⲅⲟ̄ⳝ-) بلهجة أهلنا في جنوب دنقلا و الـ(الكرّوج- ⲕⲁⲣⲣⲟ̄ⳝ) بلهجة اهلنا الشايقية , و(الكرجية ⲕⲁⲣⳝⲓ̈ⲁ-)عند أهلنا الرباطاب , تصدى لهذه المهمة العسيرة , فقبل المهمة وحمل الرسالة وطار إلى حيث سيدنا سليمان عليه السلام.
وتكللت مهمته بالنجاح ولاقى مالاقى في سبيل إيصال الرسالة، وقفل راجعاً حاملاً رسالة سيدنا سليمان عليه السلام وفيها أن أبشروا معشرالنوبيات .
ولكن طائرنا الميمون مع بعد المسافة وطول السفر كان قد نسي اللغة النوبية (هكذا تقول الأسطورة) ، فما كان منه إلا أن ابتكر طريقة جديدة لإيصال البشرى التي يحملها بأن يبدأ بالتغريد (وجوجيدⲱⲓⳝⲱⲓⳝⲓ̄ⲇ-) كلما صادف امرأة . ومن غرائب الأمورأن النوبيات من دون الرجال هن المعنيات بهذه التغريدة والأكثر قدرة على فهمهاو تفسيرها .
ويبدأن بالرد (هيرونϩⲉ̄ⲣⲟⲛ-),فارتبط (قلوكب-ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ) لديهن بالبشرى ولكن أرى أن هذه الأسطورة أعمق من ذلك بكثير, حيث إنها تشير بوضوح إلى ذلك الهاجس السرمدي الذي ارتبط بالنوبيين منذ فجر التاريخ, ألا وهو الهجرة والبعد عن الأوطان, فصارت سمة من سماتهم, وهنالك عدة أسباب دفعته دفعا لذلك, ولعل من أهمها ضيق الرقعة الزراعية على شريط النيل والتي ظلّت تتآكل بفعل الهدام, وكذلك الزحف الصحراوي الجائر, وحتى تلك الجزر الوارفة التي كان يركن إليها صارت أثراً بعد عين, مما حدا به إلى حمل أشواقه وحنينه تاركاً أهله وأحبابه مرغماً باحثاً عن الرزق, وأيضاً هادياً ومعلماً لغيره من الأقوام, فهو بجانب كل هذا وذاك صاحب رسالة لم يحد عنها مطلقا.
ولشدة تعلقه بوطنه ودياره فإنه حتماً يعود مهما طال السفر وبعدت المسافة , وما إن تطأ قدماه أرض الوطن يعاود الكرة مرة أخرى ويبتعد متغرباً وسط الآهات والدموع وينكأ جرحه قبل أن يندمل , ولكن ما العمل ؟!!.
المرأة النوبية الحرة :
ربط هذه الأسطورة بشكوى النوبيات لسيدنا سليمان من سطوة الرجال فيه إجحاف بحق النوبيات, خاصة لو علمنا أن للنوبية مكانة اجتماعية مرموقة, فهي في المقدمة في كل الأحوال, فلقد كانت الحاكمة والآمرة منذ أقدم العصور وهي الأم والزوجة والحبيبة والمربية في غياب الزوج,وهي التي ابتليت بغياب الأب والزوج والأبناء , وأعتقد جازماً بأن النوبية لم تكن مهضومة الحقوق, أو مهيضة الجناح في يوم من الأيام, بل كانت موفورة الكرامة ومحفوظة المقام, ويكفي أن أطلقوا على المرأة كلمة (اينⲉ̄ⲛ-) وهي تعني الوجهة والبوصلة, وأيضا تعني الغاية والمآل, فأي تكريم وأي تعظيم, نعم هذه هي النوبية صاحبة القدر المعتلى والمكانة السامية المرموقة.
وهنا كأنما تشير الأسطورة إلى أن سيدنا سليمان كما وقد قبل تصدي طائر الهدهد بنقل خبر مملكة سبأ وملكتها بلقيس له, فهاهو يوعز لطائر القلوكب بأن يكون سفيراً للنوبيين؛ لذا أرتبط طائر القلوكب بسيدنا سليمان, فصار اسمه (قلوكب سلمان فقير- ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ ⲥⲉⲗⲙⲁ̄ⲛ ⲫⲉⲅⲉ̄ⲣ) في إشارة واضحة لاعتناق هؤلاء النوبيين لديانة سيدنا سليمان, الذي سخر له الجن والريح وكان يخاطب الطير والحيوان وحتى النمل, وارتباطهم بكل الديانات السماوية منذ فجر التاريخ وهنا تكمن عبقرية الأسطورة.
قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18(فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ(22) ) سورة النمل الآيات (16-22).
توظيف الأسطورة:
هذه الأسطورة التي وقفنا عندها وظفهاشاعرنا بخياله الخصب أيما توظيف.
هى قلوكب سلمان فقير ** أرمن تا قوسكن تودرآقن
بنتن قولى مقسندو ناشرقون بتيقمن ** ولاوير تى اكي ارقى جلوسر إشنداقن
ϩⲉ̄ ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ ⲥⲉⲗⲙⲁ̄ⲛ ⲫⲉⲅⲉ̄ⲣ
ⲉⲣ ⲙⲉⲛ ⲧⲁ ⲅⲟⲥⲕⲓⲛ ⲧⲟⲩⲇⲇⲓⲣ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲃⲉⲛⲧⲓⲛ ⲅⲟⲗⲉⲅⲓ ⲙⲟⲩⲅⲥⲟⲩⲛⲇⲟ ⲛⲁ̄ϣⲓⲣⲅⲟⲛ ⲃⲓ ⲧⲉ̄ⲅⲙⲉⲛ
ⲱⲁⲗⲗⲁ ⲱⲉ̄ⲣ ⲧⲉ ⲉⲕⲕⲓ ⲁⲣⲅⲓ ⳝⲓⲗⲗⲟⲥⲓⲣ ⲓϣⲛⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ
فهاهي تلك الفتاة النوبية تجلس قبالة (صاجها), تخبز داخل مطبخها فتفاجأت بطائر القلوكب يحط ويجلس بجانبها على (قوسكنتودى-ⲅⲟⲥⲕⲓⲛ ⲧⲟⲩⲇⲇⲓ) (دكة العشمان) وهي مسطبة صغيرة للجلوس داخل المطبخ النوبي, دون خوف ولا تردد, وقبل أن ينبس ببنت شفة انهالت عليه الفتاة بسيل جارف من الأسئلة, وحق لها ذلك, فهيالولهىالتي تنتظر فارس أحلامها, وتتحرى هذه البشرى منذ أمد بعيد!
وبدأت بالسؤال الذي حيرها وحيرني معها,, لماذا تجلس بجانبي والعادة تقتضى جلوسك بعيدا في أعالي النخيل , أو في فتحات الأسقف هكذا دون خوف ولا وجل، أم أن هناك أمراً جللاً جعلك تتحرر من حذرك الفطري!.
حوار مع الطائر:
وما زالت فتاتنا تنهال على طائر السعد بسيل جارف من الأسئلة الذي ظل يحملق فيهابذهول
اكى أى ارنجكورى شارقى ايسنوقى اونجكورى
مندوان أدمتود بنقى بايل ورن آقن
جلرى أى شوبيكى تكى إيوس نلجمون ** جلىرى رنقون ان نلوشيق باقداقن
ⲉⲕⲕⲓ ⲁⲓ̈ ⲓⲣⲓⳡⲕⲟⲣⲓ ϣⲁ̄ⲣⲉⲅⲓ ⲉ̄ⲥⲛ ⲟ̄ⲅⲓ ⲟⳡⲕⲟⲣⲓ
ⲙⲁⲛⲇⲟ ⲁⲛ ⲁⲇⲉⲙⲧⲟⲇ ⲃⲁⲛⲅⲓ ⲃⲁ̄ⲓ̈ⲉⲗ ⲱⲁⲣⲣⲁⲛ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⳝⲓⲗⲗⲉⲣⲓ ⲁⲓ̈ ϣⲟ̄ⲃⲱⲉ̄ⲕⲓ ⲧⲉⲕⲕⲓ ⲓ̄ⲱⲟ ⲛⲁⲗⲓⲇⲙⲟⲩⲛ
ⳝⲁⲗⲗⲓ ⲣⲁⲛⲅⲟⲛ ⲁⲛ ⲛⲁⲗⲟⲩⲅⲓ ϣⲓ̄ⲅ ⲃⲁ̄ⲅⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ
وفى عتاب رقيق تقول فتاتنا للطائر لقد انتظرتك طويلاً بصبر لا ينفد, راجية أن تأتيني بخبر ذلك الحبيب البعيد الذي لم يفارق مخيلتي ولو للحظة , و بكيت كثيراً من طول الانتظار ,وآلام البين والفراق ليلاً ونهاراً.
ولقد استوقفتني عبارة (جلى رنقون أن نلوشيق باقداقن-ⳝⲁⲗⲗⲓد. ⲣⲁⲛⲅⲟⲛⲁⲛⲛⲁⲗⲟⲩⲅⲓϣⲓ̄ⲅⲃⲁ̄ⲅⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ) فـ (جِلِى -ⳝⲓⲗⲗⲉ) بالكسرة على الجيم تعني مجرد التذكر, أما (جلى-ⳝⲁⲗⲗⲓ) بالفتحة على الجيم تعني شدة الشوق والهيام وعدم الاستقرار و التفكير الذي لاينقطع، وهذه العبارة إن لم يقل الشاعر غيرها لكفته! فكلمة (شيق –ϣⲓ̄ⲅ) تعني أخذ جزء من كل , فكأنما تريد الفتاة بقولها : (أن نلوشيق باقداقن- ⲁⲛⲛⲁⲗⲟⲩⲅⲓϣⲓ̄ⲅⲃⲁ̄ⲅⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ) أنها لا تهنأ بالنوم العميق , بل أن نومها متقطع من كثرة الوجد.
ومازالت المبادرة للفتاة ، مع يقينها أن (القلوكب-ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ) يحمل البشارة المرجوة ولكن هيهات من أين لها القوة على الصبر والاحتمال . فها هي تستشهد بحواسها السابقة عن بشارة لامحالة قادمة وتقول :
مسى ورجن إى مرن بشرداكى ارجين ** بلى وى بشراكى إن ان آ ارجداقن
ⲙⲓⲥⲥⲓ ⲱⲁⲣⲓⳝⲓⲛ ⲓ̄ ⲙⲉⲣⲓⲛ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁ̄ⲇⲕⲓ ⲉⲣⲉⳝⳝⲉ̄ⲛ
ⲃⲓⲗⲗⲉ ⲱⲉ̄ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁⲇⲕⲓ ⲁⲛ ⲁ̄ ⲓⲣⳡⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ
ورفّة العين وجرح الأصبع هي اعتقادات نوبية تعتبر مقدمات للبشرى، وبالتالي استدلت الفتاة بيقين على قدوم البشرى التي يحملها ذلك (القلوكب-ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ) . فكان الاستعطاف الرقيق منها لهذا الطائر بأن يعجل البوح بها.
وهنا لنا وقفة، فقد عرفت الفتاة النوبية بطهرها وعفتها وإخفاء مشاعرها, ولكن فتاة شاعرنا طفح بها الكيل فإذا بها تبوح على غير العادة بتباريح شوقها في عفة وحياء وعبرت عن ذلك بلغة نوبية راقية, رغم هذا الإلحاح الظاهر،ويقيني إذا لم يكن المحاور طائراً لما باحت بما في دواخلها!
شرح الكلمات :
مسى ورجن -ⲙⲓⲥⲥⲓⲱⲁⲣⲓⳝⲓⲛ: رفّة العين وهي إشارة لخيرٍ قادم
إى مرن-ⲓ̄ⲙⲉⲣⲓⲛ: جرح اليد وهي إشارة لخيرٍ قادم
بشرداكى- ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁ̄ⲇⲕⲓ: البشرى
ارنجداقن- ⲓⲣⳡⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ: في انتظار
الفتاة والبشارة:
وأخيراً لم يطق (القلوكب – ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ) صبراً فغرّدلها بالبشرى، فيالها من لحظة أراحتها وأراحتنا معها .
جوبورندى النبكى ارالى تى وين ** ان كرى كلمن أنين دميرداقن
ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲣⲁⲛⲇⲉ̄? ⲉⲛⲛⲉⲃⲉⲕⲕⲉⲇ ⲉⲣ ⲁⲗⲉ̄ⲅⲓ ⲧⲉ ⲱⲉ̄ⲛ?
ⲉⲛ ⲕⲓⲣⲁⲓ̈ ⲕⲟⲩⲗⲙⲁⲛ ⲁⲛⲉ̄ⲛ ⲇⲟⲩⲙⲙⲉ̄ⲣⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ
ورغم هذا التأكيد من الطائر, فها هي تسأل مرة أخرى غير مطمئنة هل هم بالفعل قادمون, وتستحلفه إن كان صادقاً .. وقمة البلاغة في كلمة (جوبورندى- ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲣⲁⲛⲇⲉ̄) حيث سألت بصيغة الجمع تعففاً, وكان السياق يقتضي أن تقول (جوبونا-ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲛⲁ) , ولكنها النوبية ذات الحياء المشهود .
وكان لابد من هدية توازي هذه البشرى قيمة وأهمية، فكانت الـ(كُلمة-ⲕⲟⲩⲗⲙⲁ) أجود أنواع تمورنا وأحبها لنفس القلوكب, وقد ادخرتها أم الفتاة لمثل هذه اللحظة السعيدة .
وهنا انطلقت الفتاة نحو أمها, عقب سماعها للبشارة, لا تلوي على شيء تزف لها البشرى المنتظرة, فكان الرد المفعم بالإيمان والاطمئنان :
يو بلي شبي امبل تا قجرد ** وجوجنقون قلوكب بشرادكي كاقن
هيرون أنتود وررآقلى قرىبورن ** ارتى أرمللى بتقرإرزقكى باقن
مسل أنجرون .. اى ة أقوساول نهد نلسدو ** إنبانن بتانقون إننقونتوجوبورن
أنبانا أروسودكردقد ** آنجسن نهد تا أن كانوقولتورأرترآقن
قرى بون تن كونج أونتى نهد جوقن ** تنسامى أرو جقدنقون آقن
إنباب هنورتون كتى جوبون نللقال ** تن اسى مسود ويكى اباقكد كجرداقن
اي قدى قسو وى نكن أى نكى آرقال ** بنتن جريد مال دسى تودوى نكى داقن
برو نورو ملن برر ار نوبرن فلتن ** سمدن حريركد شدى بونقون شرى بانن
تدو ارهميرن شوب سريرتوليلقدن ** انتود ألين إن قلوكب بشراد كى كاقن
ⲓ̈ⲟ̄ ⲃⲓⲗⲗⲉ ϣⲁⲃⲃⲉⲅⲓ ⲓⲙⲃⲉⲗ ⲧⲁ ⲅⲓⳝⲣⲉⲇ
ⲱⲓⳝⲱⲓⳝⲓⲛⲅⲟⲛ ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁ̄ⲇⲕⲓ ⲕⲁ̄ⲅⲓⲛ
ϩⲉ̄ⲣⲟⲩⲛ ⲁⲛ ⲧⲟ̄ⲇ ⲱⲁⲣⲣⲓⲣ ⲁ̄ⲅⲓⲗⲓ ⲅⲟⲩⲣⲣⲉⲃⲟ̅ⲩ̅ⲣⲁⲛ
ⲁⲣⲧⲓ ⲁⲣ ⲙⲁⲗⲗⲉⲅⲓ ⲃⲓ ⲧⲁⲅⲓⲣⲓⲛ ⲓⲣZⲓⲅⲕⲓ ⲃⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲙⲁⲥⲓⲗ ⲁⲛ ⳝⲉⲣⲟⲩⲛ ⲁⲓ̈ ⲱⲓ̄ⲗ ⲟⲩⲅⲟ̅ⲩ̅ ⲥⲁ̄ⲱⲉⲗ ⲛⲁϩⲁⲇ ⲛⲁⲗⲥⲟⲩⲇⲇⲟ̄
ⲓⲛⲃⲁ̄ⲛⲛⲁⲛ ⲃⲓⲧⲁ̄ⲛⲅⲟⲛ ⲓⲛⲁⲛⲛⲁⲅⲟⲛ
ⲧⲟ̄ ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲣⲁⲛ ⲓⲛⲃⲁ̄ⲛⲛⲁ ⲁⲣⲟ̄ ⲥⲟ̅ⲩ̅ⲇⲕⲓⲣ ⲇⲉⲅⲉⲇ
ⲁ̄ⳡⲥⲓⲛ ⲛⲁϩⲁⲇ ⲧⲁ ⲁⲛ ⲕⲁ̄ⲛ ⲟⲅⲟⲗ ⲧⲟ̅ⲩ̅ⲣ ⲁ̄ⲣⲧⲉⲣ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲅⲟⲩⲣⲣⲉ ⲃⲟ̅ⲩ̅ⲛ ⲧⲉⲛ ⲕⲟⳡ ⲟⲩⲛⲁⲧⲧⲓ ⲛⲁϩⲁⲇ ⳝⲟⲩⲅⲓⲛ
ⲧⲉⲛ ⲥⲁ̄ⲙⲉ ⲁⲣⲟ̄ⲅⲓ ⳝⲓⲅⲇⲓⲛⲅⲟⲛ ⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲓⲛⲃⲁ̄ⲃ ϩⲁⲛⲟⲩⲣⲧⲟ̄ⲛ ⲕⲟⲩⲧⲧⲉ ⳝⲟ̅ⲩ̅ⲃⲟⲩⲛ ⲛⲁⲗⲗⲉⲅⲓ
ⲧⲉⲛ ⲁⲥⲥⲓ ⲙⲁⲥⲥⲟ̄ⲇ ⲱⲉ̄ⲕⲓ ⲁⲃⲁ̄ⲅⲓⲣ ⲕⲟⲩⳝⲣⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲉⲕⲕⲓ ⲁⲇⲇⲓ ⲅⲁⲥⲟⲩ ⲱⲉ̄ⲣ ⲛⲉⲕⲕⲉⲛ ⲁⲓ̈ ⲛⲉⲕⲕⲉ ⲁ̄ⲣⲓⲅⲁⲗ
ⲃⲉⲛⲧⲓⲛ ⳝⲉⲣⲓ̄ⲇ ⲙⲁ̄ⲗ ⲇⲉⲥⲥⲉⲧⲟ̄ⲇ ⲱⲉ̄ⲣ ⲛⲉⲕⲕⲉⲇⲁ̄ⲅⲓⲛ
ⲃⲟⲩⲣⲟⲩ ⲛⲟ̄ⲣⲟ ⲙⲁⲗⲗⲉⲛ ⲃⲁⲣⲣⲉⲣ ⲉⲣ ⲛⲟⲃⲣⲁⲛ ⲫⲓⲗⲗⲓⲧⲧⲓⲛ
ⲥⲟⲩⲙⲁⲇⲁⲛ ⲥⲓⲣⲓⳡⲉⲇ ϣⲓⲇⲇⲓⲃⲟ̅ⲩ̅ⲛⲅⲟⲛ ϣⲓⲣⲣⲓ ⲃⲁ̄ⲛⲓⲛ
ⲧⲓⲇⲇⲟ ⲁⲣϩⲁⲙⲉ̄ⲣⲉⲛ ϣⲟ̄ⲃ ⲥⲉⲣⲉ̄ⲣ ⲧⲟⲩⲗⲉ̄ⲗⲓⲅⲓⲇⲇⲉⲛ
ⲁⲛ ⲧⲟ̄ⲇ ⲁⲗⲉ̄ⲛ ⲓⲛ ⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ ⲃⲟⲩϣⲁⲣⲁ̄ⲇⲕⲓ ⲕⲁ̄ⲅⲓⲛ
الرؤيا تتحقق:
فها هي الأم أيضاً رأت مقدمات البشرى فيما يرى النائم، وقد أبدع شاعرنا حين استعمل عبارة نوبية متخصصة تستعمل عندما يراد قص الرؤيا خاصة بالنساء وهى (مسل أن جرون-ⲙⲁⲥⲓⲗⲁⲛⳝⲉⲣⲟⲩⲛ) لم أجد لها تأويلا مقنعا, والتى قد تكون إشارة لعبادة الشمس (رع) في أزمان غابرة. وقد كانت الأم في انتظار تلك اللحظة بثقة عالية واطمئنان كبير، فلقد رأت في منامها ابنها وابن عمه (خطيب ابنتها) يدخلان عليها وكذلك عمها المتوفى يشع وجهه نوراً فرحاً مستبشراً. ورأت أيضا زوجها (والد الفتاة) يردف خلفه على الحمار طفلاً وسيماً لاشك أنه ثمرة الزواج المرتقب للفتاة بابن عمها، ويمد لها حفنة من جريد النخل الأخضر والذي يدل على الخير والبركة عند النوبيين, وقد كان مستعملاً في تتويج ملوكهم وفي طقوس الزواج. وكذلك رأت ابنتها – بطلة هذه القصيدة العصماء – تتشح بالحرير والحلي وتتمايل رقصاً وطرباً بين زميلاتها, فلا غرو فهي العروس التي بشر بها طائر القلوكبⲅⲁⲗⲗⲟⲕⲁⲃ.
إذاً الأم أيضاً كانت تنتظر هذه اللحظة ولكن بطريقة مختلفة عن ابنتهاالتي غلب عليها الشوق واللهفة .
(تدو ارهميرن شوب سريرتوليلقدن)
ⲧⲓⲇⲇⲟⲁⲣϩⲁⲙⲉ̄ⲣⲉⲛϣⲟ̄ⲃⲥⲉⲣⲉ̄ⲣⲧⲟⲩⲗⲉ̄ⲗⲓⲅⲓⲇⲇⲉⲛ
وهنا تدعو الأم لزوجها وعم الفتاة-والد العريس- بالرحمة والمغفرة وتبشرهم بسعادة الأبناء.
شرح الكلمات:
مسل أنجرون ⲙⲁⲥⲓⲗⲁⲛⳝⲉⲣⲟⲩⲛ: الشمس خلفي, وهي عبارة تقال عند قص الرؤيا.
شبي ϣⲁⲃⲃⲉ: بسرعة
ساول-ⲥⲁ̄ⲱⲉⲗ: الحقيقة
جوقن:ⳝⲟⲩⲅⲓⲛيضيئ
سرفه -ⲥⲟⲣⲫⲁ:السبحة
يكر حبات السبحة ,, و الأصل في الكلمة هو التساقط:ⲇⲟⳝⳝⲁⲛ- دوجن
سمدن : ⲥⲟⲩⲙⲁⲇⲁⲛنوع من الخرز
شرى :ϣⲓⲣⲣⲓ-المشي أو الرقص بخفة ورشاقة .
فائدة:
وجمال القصيدة في أن شاعرنا مزج مابين الأسطورة والمعتقد والحلم والواقع في مشهد درامي مدهش ومثير .