قبل اكثر من عشر سنوات او تزيد اتزكر انني كنت في صحيفة (الكو رة) يومها كنت بمعية الزميل فايز رمضان من صحيفة ( المشاهد) فكنا في دردشة مع محترف الهلال (امبيلي) وكان كعب الهلال عالي في بدايات كاس الاندية الابطال.. ولما رأيت ايجابات امبيلي الاحترافية المنطقية والواقعية المجردة من كل انواع المجاملات وتطييب الخواطر .. سألته سؤال مبااااشر وقلت … بعد نتائج الهلال القوية تلك هل يمكن ان يجلب كاس الاندية الابطال؟؟ قاطعني قبل ان اكمل حديثي وهو يرتدي القميص الأزرق قائلا ( لا لا ومستحيل مستحيل) فاحبطني ايما احباط فقلت له لماذا؟؟؟ فقال حتى يجلب الهلال الكاس يجب ان تتوفر فيه الشروط والاسباب الآتية:- اولا يجب ان يكون بالفريق على الاقل 5 او6 لعيبة مستواهم الفني والمهاري والبدني عالي وثابت في كل الظروف والاحوال..ثانيا يجب ان يستطيع الفريق اللعب في ظروف مختلفة ومعقدة قلت له كيف ذلك؟؟ قال تلعب في شمس حارقة وربما تكون مباراة الرد بمنطقة بارد تتساقط فيها الثلوج.. أو أستاذ تهطل عليه الأمطار الثقيلة في غالبية زمن المباراة واضاف قائلا تلعبون مبارياتكم وسط جمهور لايتجاوز 12 ألف أو 13 الف فقط هنا.. فلذلك يجب ان يتحمل اللاعبين ضغط ملاعب تسع لاربعين الف او خمسين الف متفرج شرسين لايتوقفون عن التشجيع طيلة زمن المباراة… يجب ان يكونوا باردين أمام هكذا وضع… بجانب تخصص الفريق في السيطرة علي مفاتيح محددة لدي الخصم.وقال يعتقد السودانيين ان حسم الادوار النهائية باقدام اللعيبة وهذا خطاء فالادوار النهائية تتطلب شغل خارج( الميدان ) اكثر من داخله تتطلب شغل على مستوى التحكيم واللاعبيين والاتحادات .. وشراء ذمم لعيبة وحكام ومسؤولين واذا لم تكن محترفا في هذا قبل احترافك للكورة فلن تحرز أى بطولة ولاتفكر فيها.. انتهى كلام امبيلي
….
الناظر لسياسة البرهان في إدارة تلك الحرب يتلمس النظريات الاحترافية التي سردها امبيلي فالمجلس العسكري..برهان.. العطا. .كباش ..جابر..الخ فرقة متناغمة تلعب باحترافية عالية في كل الظروف والاحوال و بسياسة النفس الطويل.رغم ضغط الجمهور المساند المتعجل.( جيش ماشغال .ماف تقدم .. باعوا القضية.. الخ) بجانب التشجيع السالب من الخصم واعلامه . جنجا قحط .. طوابير. ولمزيد من احترافية المجلس قاموا بطمس وتغييب صورة قائد وكابتن الجنجا فاصبح وجوده أو عدمه واحد.. بجانب قفل مفاتيح اللعب بإقصاء عدد من اساسيي وكبار الخصم ( علي يعقوب.. قرن شطة.. البيشي..واخيرا كيكل …الخ..) هذا من جانب العمل الميداني.. اما خارج الميدان فكان اكبر وأكثر واقوى مماداخل الميدان.. كتحريك عجلة العمل السياسي والدبلوماسي في الاقليم ودول العالم العظمى حتى انتزع المجلس شرعية اكبر وأوسع.. اضف الى ذلك حنكة المجلس باقناع اكبر المنابر السياسية في العالم على ان تطلق على المتمردين اسم (المليشيا) وصولا لوقوف القائد لاكثر من مرة في اكبر منبر سياسي بالعالم (الامم المحتدة) وشرح وتوصيل وتفصيل القضية السودانية في تلك المنابر التي لا تعلوها منابر على الاطلاق…كل هذا كان خارج ميدان القتال. وكانت نتائجه أقوى واكبر.. اضف الى ذلك إقناع عدد كبير من الحركات المسلحة والفصائل المقاتلة واخراجها من موقف ( الحياد) ودخولها مع الجيش في خندق واحد..مما اكسب المجلس الملعب والجمهور معا..هكذا تأتي البطولة للمجلس قبل ان يذهب اليها.. اما عن كيكل فإني اشهد بالله ثلاثا بان الكاهن معلم فإستسلام كيكل حيا أفضل من قتله في الميدان فمع كيكل مايربو عن ال500 أو 450 عسكري بعدتهم وعتادهم.. واخذهم بالقوة من الميدان يكلف المزيد من الدماء والارواح والعتاد..وكما يقول الخبراء العسكريون (أفضل المعارك هي التي تكسبها ولاتخسر فيها جندي ولا تطلق فيها رصاصة) يعني تسليم أبيض زى كيكل اضف الى كمية المعلومات والأخبار تستخرجها من ذلك المستسلم وبكل هدوء .. الكاهن كان معلما عندما رشح عنه في بعض المواقع الالكترونية بانه سيعفي عن كيكل.. فالعفوء عنه جزء من الحكمه العسكرية لانه يفتح الباب مشرعا لكل من إراد ان يسلم بعدته وعتاده.. اما القصاص منه في هكذا توقيت يغلق الباب تماما أمام كل من اراد ان يسلم وسيوصم المؤسسة العسكرية بانها عديمة المصداقية وتقتل الاسرى والمستسلمين .فمن الحكمة ان يبقى كيكل وامثاله في قبضة الاستخبارات العسكرية للفترة التي يرونها وبعدها لكل حدث حديث. الكاهن معلم.
*صور*
*صورة واضحة* .. اما ان تستلموا أو تكونوا طعاما للكلاب
*صورة زاهية* : تلاحم الجيش مع الشعب في كل المحاور
*صورة مفخرة* : صمود المشتركة وابناء السلطان لما يقدموه من دروس وعبر.