▪️ كان حميدتي في بداية تمرده يقول بالحرف : ( البرهان “يستسلم بس”، ما استسلم بنستلمو، ما عندنا معاه كلام أكتر من كده … محل انت مندس نحن عارفنو، حنصلك فيه، حنسلمك أو موت زيك وزي أي كلب ) !!
▪️ وبعد توحيد موقفه التفاوضي مع حمدوك وقحت المركزي أصبح يقول : ( أنا والله برهان دا افتكرت عندو عقل، وبعد البدروم دا طوالي تاني يوم “يوقف الحرب” .. بعد خرج من البدروم “بسفنجة”، مفروض يوقع “السلام” طوالي ) ..
▪️ ( كنت بتشحد، كل الناس الموجودين ديل ضربت ليهم تلفونات، الحقو الذخيرة في راسي، الحقو الحقو. … للأسف الشديد نسى الموضوع دا كلو، ونسى أخوانو الخلاهم جوة )،.
من هذه الأقوال يمكن أن نصل إلى عدة استنتاجات :
▪️ أن قائد التمرد يسيء الظن بعقول السودانيين، ويعتقد أن لعبته التي تقوم على الخلط بين ( الاستسلام ) و( السلام ) ستنطلي عليهم، ويعتقد أن جناحه السياسي يمكن أن يقدم مساعدة ذات بال في تسويق الاستسلام كسلام.
▪️ أنه يعتقد أن القائد ( العاقل ) هو الذي يكون – مثله – متمركزاً حول ذاته، ويقرر في القضايا المصيرية بحساباته الشخصية دون النظر إلى أي شيء آخر يخص مصير الوطن والشعب !
▪️ أنه لا زال يصر على فكرة الاستسلام الذليل لكن تحت عنوان السلام ووقف الحرب، ولهذا جاء حديثه عن أن خروج قائد الجيش “بسفنجة” كان يجب أن يجعله ( يوقع السلام طوالي ) . فهو يرى أن أنسب وقت “للسلام” هو الوقت الذي يرى فيه أن خصمه في قمة انكساره !
▪️ أن قادة قحت المركزي كانوا يتحدثون لقائد التمرد عن اتصالاتهم بقائد الجيش بطريقة سلبية، ويزعمون أنه “يشحدهم” ويستجديهم لإنقاذه من الرصاص .. على الأقل هذا ما قاله قائد التمرد ولم ينفوه وقابلوه بضحكات السخرية والشماتة !
▪️ أن هؤلاء الذين قابلوا حديث قائد التمرد بالتصفيق الحار، وضحكات السخرية والشماتة، ويرون أن فكرة هزيمة المتمردين واستسلامهم غير واقعية، بل غير مرغوبة، يدعمون فكرة استسلام الجيش، ولهذا جاء الإعلان الذي وحدوا به موقفهم التفاوضي مع موقف المتمردين كمحاولة لرسم طريق استسلامي للسلام .
▪️أن قائد التمرد يستمتع بإذلال الآخرين ولا يحب التعامل معهم إلا وهم خاضعين له تماماً، وأن هذا يشمل حتى المواطنين الذين نكَّل بهم وشرَّدهم من بيوتهم، ونهب ممتلكاتهم، وقتل كل من قاوم منهم .
▪️ أن تنسيقية قحت المركزي هي الفصيل السياسي الذي يلبي شروط هذا الفرعون الجاهل المغرور ويقبل بالتذلل له، ويصفق له، ويعمل على مساعدته لإذلال كل السودانيين، ولهذا يحارب فكرة المقاومة الشعبية بأكثر مما يفعل المتمردون أنفسهم !
▪️أن “السلام” الذي يلبي كل، أو معظم، شروط عصابة إرهابية مسلحة وجناحها السياسي، لا بد أن يحمل في جوفه قدراً كبيراً من “الاستسلام” وأن العصابة المسلحة التي قامت بأكبر عمليات قتل وخطف واغتصاب ونهب وتخريب، وتتوعد الشعب بالمزيد، هي الأجدر بأن “تستسلم بس” .
إبراهيم عثمان