محطة كهرباء مدينة كريمة بالولاية الشمالية تعد من أقدم المحطات الكهربائية الحرارية حيث تم أنشائها في بداية الثمانينات من القرن الماضي لتغذي مدينة كريمة وضواحيها،وهي كانت هدية من شخصية ألمانية تأثرت بسكان المنطقة في زيارة للآثأر هناك.
ثم تطورت المحطة بمرور الزمن حتى وصلت إلى امتلاك ثلاث مولدات ضخمة لإنتاج الكهرباء وشبكة كبيرة كما أن المحطة صارت مرجعا مهما لتدريب طلاب الهندسة الكهربائية لعدد من الجامعات السودانية، لكن الاهتمام بها قل طبعا بعد اكتمال سد مروري ودخوله لإنتاج الكهرباء ورأى المسؤولون حينها أن محطة الكهرباء الحرارية لم تعد مدينة كريمة تحتاج إليها بعد دخول كهرباء سد مروي أو خزان (الحمداب) كما يحلوا لأهل المنطقة تسميته ،فهي اسم المنطقة التي تم تشييد السد عليها،وبالتالي لم تعد هنالك حاجة لمولدات حرارية تعمل بالديزل لاستخدامها، فكان قرار التبرع بها لحاضرة جنوب دارفور مدينة نيالا وقد كان.
لم يفكر أحد حينها بأن تبقى المحطة احتياطيا في حالة حدوث مشكلة في انقطاع كهرباء السد أو خروجها عن الخدمة ،وقد حدث ذلك كثيرا في حالات الإطفاء العام الذي كان يحصل كل فترة، كما لم لم يفكر مسؤول محلي حينها في أن يمنح أحد المولدات لمحطة مياه مدينة كريمة التي اكتشف لاحقا انها لا تمتلك مولد كهربائي اسعافي في حال انقطاع كهرباء الشبكة العامة، وهذا ما ولد معاناه كبيرة للمدينة بعد ضرب المسيرات لمحولات الكهرباء خلال الأيام الماضية مما ضاعف من معاناة المواطن بانقطاع الكهرباء والمياه معا.
كان قرار منح مولدات المحطة الألمانية عالية الكفاءة قرارا (ايثاريا) خالصا ان صحت الكلمة لمدينة نيالا البعيدة التي لم تصلها الشبكة القومية، واليوم كانت المفارقة عجيبة في رد الجميل عبر قصف محولات الكهرباء بالشمالية من مسيرات انتحارية تنطلق من مدينة (نيالا) تسببت في تدمير مقدرات الكهرباء بالشمالية وإتلافها وتنغيص حياة الناس بانقطاع الكهرباء لأيام متواصلة، والتسبب في خسائر بملايين الدولارات لشركة الكهرباء فهل يا ترى هذا هو الجزاء الذي كان ينتظره انسان الولاية ااشمالية الذي آثر تقديم العون لاضاءة دارفور وهي الآن تتسبب في نشر الظلام في مدن الولاية الشمالية أم أنه قانون الحرب يا سادة.. فعندما تندلع (الحروب) تعمي (القلوب) .