بلغني صباح اليوم الخميس النبأ المفزع باستشهاد الأخ المناضل الباسل حسن مركزو وهو يمتشق سلاحه ويدافع عن أهله وعشيرته ووطنه السودان ومدينته الدلنج وأرض جبال النوبة ويدافع عن مباديء وقيم أمن بها وعاش من أجلها وظل حسن مركزو رجل مبادئ وقيم عرفته منذ عشرين عاما وهو فتى غرير وشاب طموح اختط لنفسه طريقا لوحده لم يعيش في جلباب والده المربي والبرلماني والقيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي ولم يعيش تحت جلباب شقيقه الكبير اللواء امن محمد مركزو كضابط كبير وواليا وزيرا وبرلمانيا إنما اختار حسن الانتماء الفكري لمشروع الحركة الشعبية ولم يحمل السلاح كان سلاحه القلم والحرف وساحات النشاط المدني السلمي
مرات عديدة نختلف ويحتدم النقاش بيننا ولكنه يضحك بقلبه الكبير ويقول يايوسف اخواتك عملن ليك الفطور نمشي البيت نضحك ونتسامر ونبعثه كاخ صغير لجاجياتنا من سوق الخميس في الدلنج التحديق ابوصنيقير حجير البخوتيات كما يدلله اهلي من عشيرته الحوازمة وهم يتقاسون العيش والابتسامات والأفراح والاتراح والتزاوج حتى جاءت كارثة ال دقلو وفرقت بين الأخ وأخيه والحازمي والنباوي في أكبر هزيمة لمشروع الأخ حامد البشير الذي كان يحلم بجبال نوبه يعيش في ظلها كل الناس ولكن ماكل مايتمني المرء يدركة فقد لعب الحزب الذي ينتمي إليه دكتور حامد دور حامل الحطب لإشعال نار الفتنه التي بدأت في حرق ثوب التعايش الذي ظل الراحل الشهيد من دعاة السلم والحوار وقبول المختلف سياسيا وفكريا
كم سهرنا مع حسن مركزو ومحمد وبهلول الجنرال الكبير والأستاذ الجامعي خالد حسن بطران نجتر أحاديث السياسية والثقافة ومستقبل جبال النوبة حينما كانت الأحلام خضراء قبل أن تمرض الماعز في عز الخريف وكم سهرنا الليل وكملناه وكم هي أيام الفرح التي تسربت خلسة لنفجع باستشهاد الفتى الغرير الشاب الطموح وهو يحمل البندقية مرغما حتى لاتجتاح قوات الجنجويد مدينة الدلنج كانت معركة الأمس مختلفة عن المعارك التي خاضتها القوات المسلحة مدعومة بأهل الدلنج وشبابها ومنسوبي الحركة الشعبية وهم يستشعرون مسؤلية الدفاع عن المدن وعن شعب وانسان جبال النوبة حتى لايدخلها التتيار الجدد ويفعلون بها مافعلوه في الجنينه وهبيلا
مركزو شهيدا بإذن الله لدفاعة عن بلده وأسرته ووطنه السودان رحم الله حسن مركزو
يوسف عبد المنان