الدعاية المصنوعة والمدعومة بواسطة الدجالين الكذبة والمرتزقة المرتشين (وتجعلون رزقكم انكم تكذبون).. فوقْعْ اللسان والبنان افتك من وقع السنان، لأنها تُحضّر الملعب للحروب والنزاعات المسلحة، وتدعو الي التحريض المتفحش المتوحش واشانة سمعة الفاعلين الاوتقراطيين، وتَستخدِم لذلك امهر المبدعين في التلاعب بالألفاظ وموسيقاها المغرية أو المحرضة على الكراهية والاقتتال، وتلك المرعبة المخذلة للخصم… وللصورة ايحاءاتها المموثقة، مستصحبة دراما الصوت والموسيقي الحزينة تارة، والمُتغنّجة تارة أخري، والمحرضة في غلب الاحايين، وتلعب هنا وهناك أدواراً للجريمة مكتملة الأركان بممثلين محترفين، تمكنهم من سَوْق الجماهير واقتيادهم مُخدّرين منومين، يتحركون ويثورون، بل ويقاتلون بلا وعي أو إرادة حرة.
وعندما طُرِحَ السؤال:[Can hollywood change the world? ].. كانت الإجابة :[Yes]
لماذا؟ لأنها تنتج ملايين الأفلام في العام الواحد تغطي بها مُختَلف المجالات وبشتي اللغات،،، وهي منتشرة علي أوسع النطاقات، فيما يسمي ب{العولمة الثقافية} والغزو الثقافي.
بعد تطور وسائل الاتصال الفضائي والتواصل الاجتماعي وتقنية الإنترنت والذكاء الاصطناعي، أصبحت الوسائط الإعلامية معولمة بلا وطن أو حيّز، ولذا فإن دائرة تأثيرها متسعة عبر الفضاء المفتوح بلا حدود، أو شعبٍ بعينه، وإنما تتحدد الأهداف بدقة نحو الضحايا،وتُطبخ المادة وتُشَبّع بما يناسبها، عقاراً كان، أم سماً زعافاً، وتُجري عليها الاختبارات اللازمة، وبعد أن تكتمل عملية الحقن والتعاطي تخضع لتقييم وتقويم ومراجعة {evaluation} لقياس مدي التأثير ونسبة تحقيق الأهداف المرسومة.
فاذا كانت الحروب العالمية أو (حرب النجوم) تتأثر بها كل الشعوب والحكومات، فإن الآلة الإعلامية عبر الفضاء لا تقل مضاءاً وفعالية من الأسلحة الأكثر فتكاً وتدميراً، اما لتحقيق السلم والأمن الدوليين ردعاً،أو لالحاق الهزائم واخضاع الشعوب والدول استعماراً واستعباداً.
ولما كانت التعبئة العامة لكافة قطاعات الشعب شكلت عنصراً فاعلاً مع الجيش في حرب الكرامة فالحقت الهزيمة النكراء بجموع المرتزقة المدججين بأحدث واعتي انواع الاسلحة، فإن المرحلة القادمة تتطلب اسناداً اعلامياً مخدوماً، تُوفِر له الدولة كل المعينات وتستجلب له كافة المستلزمات من التحشيد والتدريب والتأهيل والتزويد بأحدث الآليات، والاستعانة بالخبراء في كل فنٍّ من فنونه واقسامه، وتُمأسس له المنصات لتعمل كلها في منظومة متسقة يُكمّل بعضها بعضاً ويسندها مثلما فعل الجيش حين انتصر بطلائع الاستطلاع من العمل الخاص، والغطاء الجوي والبحري والمدفعي.. الأمر الذي مهد سبل الانتصار الحاسم لجحافل المشاة،
*فهل نكررها هذه المرة ايضاً في الحرب القادمة بسلاح (إعلام الكرامة)…*
قطعاً سننتصر بإذن الله تعالى إذا ما انتهجنا ذات النهج.