*عودة الخرطوم .. رؤية واقعية د. مجاهد بلال طه*

استنادًا إلى تصريح السيد رئيس الوزراء بشأن خطة عودة الخرطوم خلال ستة أشهر ..

أرى – استنادًا إلى ما علمت و رصدت و رأيت – أن العودة ممكنة .. لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في إمداد الماء أو الكهرباء وحدهما .. فرغم اهميتهما .. إلا ان لهما بدائل مرحلية يمكن للدولة التعامل معها .. إضافة إلى أن المؤسسات المتخصصة تعمل بطريقة متسارعة فيهما ..

لكن التحدى الاكبر يكمن في حجم الضرر الإنشائي الذي طال مبانى المؤسسات الرسمية الكبرى.

هذا الضرر لا تُجدي معه القرارات الإدارية التقليدية ولا الإجراءات الروتينية ..

فغالب المؤسسات لم تمر بتجربة مشابهة .. ولا تمتلك دورة فنية أو مستندية أو خبرة تراكمية يمكن البناء عليها من داخل المؤسسات .. و ذلك الامر يهدد بهدر الوقت والموارد.

الحل يبدأ بتشكيل لجنة ((فنية)) فرعية متخصصة تُشرف على فحص وتأهيل مباني مؤسسات الدولة الكبرى بالتنسيق معها .. وتقود التنسيق بين الجهات ذات الصلة .. وتستنهض طاقات المكاتب الاستشارية المتخصصة والهيئات الاستشارية للجامعات .. والمقاولين المؤهلين .. والمعامل الفنية المتبقية العاملة داخل البلاد لتوزيع العمل عليها ..

عبر هذا المسار .. يمكن خلال أشهر تجهيز الهياكل الأساسية للمباني التى تحتمل ذلك الامر أو جزءا منها حسب الرأى الفنى .. يتبع ذلك اعمال الصيانة والتشطيبات .. فيما تتابع اللجان الأخرى أعمال امداد المياه والكهرباء والتأثيث. و يشترط وجود الحد الأدنى من التمويل ..

حينها .. ستكون عودة الخرطوم أقرب مما نتصور.

مقالات ذات صلة