إن الكارثة الإنسانية في السودان تُعدّ الأسوأ على مستوى العالم، والمتضرر الأول والأحق بالحماية هم المدنيون السودانيون، لا سيما النساء والأطفال وكبار السن، فالانتشار الواسع للأوبئة (كالكوليرا) كما هو الحال في طويلة والمناطق الأخرى، والكوارث الإنسانية التي تجاوزت حدود التصور في الفاشر والدلنج وكادقلي والأبيض، تُدمّر حياة آلاف المواطنين الأبرياء والبسطاء. ما يحدث لا يبشّر باسترداد الكرامة أو بناء مجتمع جديد، بل إن تحطيم الإنسان والبنية التحتية سيُعيد بلادنا إلى عصور مظلمة من التخلف والأحقاد، في حين أن أيّاً من أطراف الحرب لا يملك القدرة على بناء وطن جديد.
إن انعدام حساسية أطراف الحرب تجاه معاناة المدنيين واستمرارهم في تدمير حياتهم يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان، لذا يتوجب على الأطراف الإقليمية والدولية ممارسة أقصى درجات الضغط من أجل فرض هدنة إنسانية عاجلة، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وخاصة الغذاء والدواء إلى جميع المناطق دون استثناء.
وأخيراً، نُناشد بنات وأبناء شعبنا، خاصة الموجودين خارج السودان، أن ينتظموا في حملة واسعة للضغط على المنظمات الإقليمية والدولية، ومراكز اتخاذ القرار والبرلمانات والكونغرس الأمريكي والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، من أجل وقف الجرائم وإنقاذ حياة المدنيين السودانيين. كما ندعو المؤسسات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، إلى اتخاذ قرار ملزم بفرض هدنة إنسانية فورية بدلاً من الاكتفاء بالبيانات الشكلية التي لا طعم لها.
٥ أغسطس ٢٠٢٥