*عطاف محمد مختار يكتب: الحرب على لينا*

العدو معروف، ومن يشعل الحرب ويدعم ميليشيا الدعم السريع معروف، لكن تقرر الحكومة السودانية بمجلسي السيادة والوزراء أنه ممنوع ذكر اسمه، فـ(الهواء بيقسمه). فيتم تكميم فم ياسر العطا.
* (هل يمكننا القول هنا إن الحكومة تتواطأ مع العدو؟).
قومي يا وزارة الإعلام، التي سُحب منها منصب الناطق الرسمي باسم الحكومة، أمسكوا في الصحفية لينا يعقوب لتجعلوها الحيطة القصيرة، فاسحبوا منها تصريح مزاولة العمل وإدارة مكتب قناتي العربية والحدث. وطلعوا بياناً طويلاً عريضاً عُولج عبر (الذكاء الاصطناعي) بدفوعات لا تقوم على ساقين، وتهم إذا قدمتها النيابة لطالبت بإعدامها.
وذات لينا – غير المهنية بحسب ما تزعم الوزارة – تُجري لقاءً صحفياً مع رئيس الوزراء د. كامل إدريس الأسبوع الماضي قبل زيارته إلى السعودية، والأخيرة ذاتها مالكة القناتين.
والوزارة تقول إن لينا غير مهنية ومتربصة، إلا أن قناتي العربية والحدث بريئتان. وكانت لينا تعمل بمعزل عن سياسة القناة التحريرية – شايف كيف؟. الغريب أن ذات الموقف حدث مع قناة (الشرق) السعودية مؤخرًا، إلا أنه تقرر إيقاف القناة وليس أحد الصحفيين فيها، وسرعان ما تراجعت الوزارة وسحبت قرار إيقافها سريعاً، كما ستسحب عن لينا القرار الظالم قريباً إن شاء الله.

* لماذا سمح السيد وزير الإعلام بأن تُجري لينا الحوار مع رئيس الوزراء طالما هي متربصة وغير مهنية، وقائمة الاتهامات موجودة؟ أم هي رسالة للزيارة الأخيرة للسعودية؟ أم هناك من يريد إفشال الزيارة القادمة التي يجري التخطيط لها خلال الأسابيع القادمة؟

تقرير لينا الأخير، الذي بسببه تم إيقافها، كان حول مقر إقامة الرئيس الأسبق عمر البشير بمدينة مروي، والمعلومة هذه راعي الضأن في الخلا وحاصدو التمر في نوري ومنظفو حوض خزان سد مروي يعرفونها، وتناولها العديد من الصحفيين ونشرتها عشرات الصحف والمواقع داخل السودان، ولم يقل أحد إنها مؤامرة، ولم يتهم بالخيانة.
إلا أن الحسد والغل والحقد المنتشرين داخل الوسط الصحفي، للأسف، مليئان بالمؤامرات وتصفية الحسابات والشلليات، يدعم بعضهم مراكز قوى مختلفة داخل الدولة.

* حملة منظمة تعرضت لها لينا، تمهيداً لهذا القرار الأعرج، فمقر إقامة المواطن عمر البشير ليس أمناً قومياً أو مكان المشروع النووي السوداني. الحملة تقدم مبررات للرباعية بغباء، بأن الحكومة تتحكم فيها عناصر من النظام السابق.

* ونسأل وزارة الإعلام، لماذا سكتت طوال الفترة الماضية عن لينا ولم تتخذ تجاهها أي إجراءات طالما أن ملفها حافل بهذه التهم؟
* كنت أتمنى من الوزارة، التي كانت غائبة عن المشهد قرابة العامين منذ بدء الحرب، أن تقدم خطة إعلامية استراتيجية للحرب، تسهل فيها تدفق المعلومات للصحفيين، وتقدم الملفات والبيانات للمؤسسات الإعلامية، وتفضح فيها المؤامرات وحرب العدوان على السودان. لكن للأسف لم يحدث أي من هذا!
* وزارة توقف المسؤولين من الحديث للصحفيين وتجعل ذلك حصرياً على وكالة الأنباء الرسمية التي تعاني شظف العيش.

* إلى الزميلة الأخت لينا يعقوب، أعرفك قوية شديدة البأس عالية الهمة.
عليك بالصبر، وكما يقول ابن حزم في رسائله: “إذا تكاثرت الهمومُ سَقَطَت كُلها”. فانت كما قال المتنبي: “فَصِرتُ إذا أصَابَتني سِهامٌ، تَكَسَّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ”.
يا بنت يعقوب، “يا ما دقّت على الرأس طبول”. وأنت لها شامخة كالنخلة؛ تُرمى بالحجارة فتساقط رطباً جنّياً.
* الصحافة ليست جريمة.

مقالات ذات صلة