البيان جميل في شكله… لكنه ما زال كلامًا بلا خطة واضحة.
اجتمعت عشرات القوى والحركات ووقّعت على رؤية وطنية للسلام والتحول الديمقراطي، لكن السؤال البسيط الذي يهم الناس ثم ماذا بعد؟
نعم، إعلان حوار وطني بلا إقصاء خطوة إيجابية، وتأكيد الملكية الوطنية للحوار أمر مطلوب. لكن أي حوار بلا جدول زمني، بلا آلية واضحة، بلا ضمانات لوقف القتال هو مجرد بيان حسن النية لا أكثر.
البلد تحترق والناس تنزح، والمواطن ينتظر أفعالًا لا مؤتمرات. اللجان التي تحدث عنها البيان لجنة وطنية، ولجنة تواصل سياسي لا معنى لها إن لم نعرف من فيها، متى تبدأ، وكيف تُحاسب، من يعيّن هذه اللجان؟ ما معايير الاستقلال؟ ما صلاحياتها؟ كيف سيُقاس نجاحها؟ بدون هذه التفاصيل، تُصبح اللجان شعارات أكثر منها آليات تنفيذ.
إن إدراج أسماء وحركات متعددة مهم، إلا أن البيان لا يشرح آلية إدماج القوى المحلية والأصغر فاعليةً مثل المجتمعات المحلية، والنازحون، وقوى المجتمع المدني وغيرهم، هذا يفتح الباب لاحتمال اتهامات بالإقصاء أو التمثيل غير المتكافئ لاحقًا.
لا ربط واضح في البيان بين السلام ووقف العنف الفعلي. بينما يتحدث البيان عن تهيئة المناخ لنجاح الحوار ودعوة الجميع للانضمام، لم يربط ذلك بخطوات ملموسة لوقف العمليات العسكرية أو حماية الممرات الإنسانية. وفي ظل هجمات وأضرار مستمرة في عدة مناطق، أي حوار بلا ضمانات لوقف إطلاق النار سيبقى هشًا.
كذلك فإن البيان يرحب بالمساعدة الدولية لكنه لا يضع آليات لحماية وصول المساعدات أو لإشراك المنظمات الإنسانية في ترتيبات التهدئة المؤقتة مع تزايد الأرقام الإنسانية.
الوقت لا يسمح بالمجاملات السياسية. المطلوب الآن:
– إعلان جدول زمني محدد للحوار خلال فترة زمنية محددة.
– وقف إنساني للعمليات العسكرية وتأمين الممرات للمدنيين.
– إشراك حقيقي للمجتمع المدني والنازحين والنساء والشباب وليس أسماء على الورق.
– شفافية في كل خطوة تتمثل في محاضر منشورة، وتقارير دورية، وضمان ألا يتحول “الحوار الوطني” إلى صفقة بين النخب.
الناس فقدت الثقة في الكلمات.
ما يحتاجه السودان الآن ليس بيانات جديدة، بل أفعال تُنقذ ما تبقى من الوطن.
وائل عبدالخالق مالك
#جيش_واحد_شعب_واحد
#مافي_مليشيا_بتحكم_دوله
#ضد_الجنجويد
#حكومة_الامل
#جيشنا