*وهناك رهائن ..!!* *الطاهر ساتي*

:: لعلكم تذكرون، نوفمبر 2019، فيما كانت السلطة السيادية تفاوض قوى الكفاح المسلح بجوبا، زار رئيس الوزراء حمدوك معسكرات نازحين بدارفور مرتدياً قميصاً -كلاسيك نُص كُم – ناصع البياض، ليصبح الحدث في الصحف (القميص)، وليس أهداف الزيارة..هاجموه و اختزلوا الحدث في القميص..!!

:: دافعت عنه، ناصحاً من هاجموه بألا يُنسيهم قميص حمدوك قضية البلد الأساسية، وهي حاجة أهل دارفور لتلك الزيارة..وكنت سعيداً بزيارة حمدوك، كأول مسؤول يتفقد النازحين، وبما وجده من حفاوة الاستقبال، ولأنهم لم يهتفوا ضده كما كانوا يفعلون ضد كَبر وغيره من مسؤولي عهد البشير..!!

:: رحبوا به ، فخاطبهم و استمع إليهم، فما الذي تغيّراليوم؟.. فالمعسكرات هي ذاتها، لم يتغير شئ، فمن تغيّر هو حمدوك ..لم – ولن – يتجرأ على زيارة معسكر بالداخل أو بالخارج، كما فعل رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش اليوم، حيث زار معسكر النازحين بالشمالية ( العفاض)..!!

:: زارهم البرهان، متفقداً أحوالهم ومشاطراً أحزانهم.. وليس هناك ما يمنع فعل ذلك غير الخوف والحياء . فالارتماء في حِضن المشيخة الراعية لمليشيا آل دقلو الارهابية التي تسببت في النزوح و اللجوء، هو ما يمنع حمدوك عن الاقتراب من السودانيين بالداخل والخارج ، وليس هناك أي مانع آخر..!!

:: وليس حمدوك وحده، بل كل نشطاء صمود، يخشون ويستحون من زيارة اللاجئين بالخارج، ناهيكم عن التفكير في زيارة النازحين بالداخل .. يتحدثون عن المدنيين ولايقتربون من معسكراتهم و تجمعاتهم..ويتحدثون عن ضحايا الحرب، و لن يعزوا عُمد و نظار قبائل دارفور في ضحايا المليشيا..!!

:: وهذا ليس تحسراَ على نشطاء المرحلة، فهؤلاء لا يفقدهم أحدهم، لأن غيابهم عن أحزان الناس وأفراحهم غير مؤثر،، بل فيهم من لا تنتظره حتى أسرته في وجبة الغداء، فسيان وجوده وغيابه.. ما نتحسر عليه هو رئيس الوزراء السابق..!!

:: فالرجل مُحاصر في مجالس المليارديرات، كما قال كاميرون هدسون في ذات تغريدة.. والمؤسف أن حمدوك كان مؤهلاً للعب أدوار إيجابية لصالح وطنه وشعبه، هذا لو لم يكن من رهائن آل زايد و أسرى آل دقلو، أي لو لم يكن – هو ذاته – بحاجة لمن يتفقد حاله المُثير للحزن و ..(الشفقة)..!!

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole