*تقدم .. خطواتٌ ثابتة حسام الدين حيدر.. الأمين العام السابق للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية*

 

لِتعلم مالفرق بين العاجزين عن الفعل لا حتى الوصول إلى تمامه وبين من يحاول أن يُقدم شيئاً أو يَعمل عملاً ويطرح رأياً لا يتهيب أن يُخطئ التقدير أو أن يخطئ وهي سمةُ البشر ولكنه يتعلم من من العثرات والأخطاء ذاتها ويجتهد لأجل الأفضل مُقدماً الغالي والنفيس متسلحاً بالإرادةِ والعزيمة ، فأنظر إلى أعضاء الأحزاب السياسية والأجسام النقابية والمهنية والحرفية ولجان المقاومة والقوى المدنية والحركات المسلحة المُكونةِ لتقدم .

لم يدعي أعضاء مكونات تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية المعروفة اختصاراً بـ ” تقدم ” تمثيل الشعب السوداني وأخذ القرار نيابة عنه ، وإنما أداروا حواراتٍ ونقاشاتٍ مفتوحة عبر لقاءاتٍ إعلامية مستمرةٍ في الصحف والإذاعات والقنوات الإخبارية دوليةً أو سودانية ، وعقدوا الورش ، وأقاموا الندوات الإسفيرية ، وفتح نافذةً الكترونية لتبادل الآراء والأفكار ، وتواجدوا بكل تواضعٍ ومثابرة على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي في حواراتٍ مفتوحةٍ ومبذولةٍ في الفضاء الإسفيري وفي الواقع وعلى الأرض انخرطوا في دعواتٍ وعملٍ دؤوب داعين لإيقاف الحرب رغم التضييق والاعتقالات والإخفاء القسري وحتى القتل والإعدام وإطلاق يد القضاء الفاسد تجاههم .

وإنما حملوا أشواق وتطلعات السودانيين والسودانيات ووضعوها في إطارٍ سياسي وسياق ٍ قانوني ورؤى وأفكارٍ وبرامج اجتماعية واقتصادية ورؤية ٍ دستوريةٍ عبر سلسلةِ حوارات ونقاشاتٍ وتوقيع إعلانيين مهمين من أجل الوصول إلى توافقٍ وطني حقيقي ذو موثوقيةٍ ومصداقيةٍ يماثل ويشبه تأريخ الانتصارات الوطنيةِ في تحقيق الإستقلال واسقاط الأنظمة الشمولية والسعي الدائم لتحقيق السلام ، حملوا أشواق السودانيات والسودانيين نحو انهاء الحرب واحلال السلام واستعادة الحياة المدنية والسياسية والطبيعية مثلما حمل الآباء المؤسسون من لدن إسماعيل الأزهري والمحجوب ومبارك زروق ويحيى الفضلي ودبكة ومن سطروا تأريخ السودان تطلعات ورغبات الشعب السوداني في الاستقلال وبناء دولة المواطنة أساساً للحقوق والواجبات .

ورغم ذلك اجتمع من يستحقون لقب ” العملاء والخونة والمرتزقة ” من اتخذ يساراً قصياً ومن انحرف يميناً متطرفاً ، ومن كان ” مثقوباً ” على الدوام بساقط المواقف والسقوط في امتحان المبادئ والقيم الوطنيةِ اجتمعوا مع ” الفاقد الثوري ” ومع ” شغيلة الغرف الإعلامية و توابع وعناصر أجهزة النظام المخلوع على مهاجمةِ ” تقدم ” لا لشيئ سوى أن عضويتها وقياداتها لم يسقطوا في مستنقع دعم الحرب وخطاب الكراهية والعنصرية والتقسيم الإثني والمناطقي الآسن ، لم يصطفوا مع الحرب ولم يتزلفوا طرفيها ولم يبتغوا نقوداً ولا عرضاً زائلاً كما طلبه وظل يطلبه كثيرون من دعاة الحرب الناعقين بالخراب والذين باعوا ذممهم رخيصةً في سوق النخاسة السياسية ، يهاجمون تقدم لا لشيئ سوى أن هذا تحالفٌ يحمل مقوماتٍ وعوامل نجاحٍ وقدراتٍ ومرونةٍ وبذلٍ وعطاءٍ لأجل المستقبل وخير شعبنا ، كل هذه العوامل تضع على عاتق الهياكل التنفيذية والقيادية والتنظيمية لـ ” تقدم ” مسؤوليةً كبيرة وعظمية تتطلب عملاً ومثابرةً وفاعلية ومراجعةً مستمرةً ودائمة للمواقف والأخطاء والمضي قدماً في التنسيق المستمر والسعي إلى لقاء جميع القوى المدنية والسياسية الساعية إلى إيقاف الحرب لبناء أكبر تكتلٍ مدني يستعيد السلام وينهي الفوضى الأمنية والسياسية والتقسيم والانقسام الاجتماعي الذي خلفه دعاة الحرب من عبدة البوت ولاعقي أحذية العسكر ونافخي كير الاقتتال الأهلي .

أشرقت شمس ” تقدم ” وهي تحمل صبراً على مدى أيام ٍ وأشهرٍ وساعاتٍ طوال لأجل الوصول لهذه الغاية وهي تمتين وتنظيم المؤتمر والذي يعد سابقةً في بناء التحالفاتِ السياسية والمدنية وهي أن يكون البناء التنظيمي محكماً واختياراً وفق أسس ٍ موضوعية ومنطقية تقوم على الاختيار والترشيح الحر والمباشر وبروح ديمقراطية ، خلافاً لتجارب سابقة ونماذج تحالفاتٍ تنشأ وتنشق وتتكسر وتتغير أسمائها تبعاً لمصالح من يكونون فيها تارةً ” تقوط ” وتارةً ” تخطي ” ، تفقتد حتى ذكاء الإسم في أن يُعبر عن أهداف التحالف ولكنهم يركزون على اختصارات الحروف ويسرعون في ذلك للحاق بماهيةٍ ووظيفةٍ وعطايا هي قليلٌ من نعم الله الحلال .

يحمل تحالف ” تقدم” أشواق وتطلعات ملايين السودانيين والسودانيات التواقين لإنهاء الحرب واستعادة السلام والحياة الطبيعية والسباسية والمدنية ، يتلمس طموحاتهم وتخاطب أحلامهم وأفكارهم ، ويخاطب أيضاً أفكار من يهاجمون ويشككون ويغتالون شخصياتٍ عضوية التحالف ، رغم أنهم العاجزون حقاً عن الفعل واجتراح الحلول ولكنهم يجترون فقط ما كانوا يفعلونه طِوال الفترة الانتقالية وخدمتهم للثورة المضادة بشكلٍ مدهش ، أدهش حتى ” الكيزان والفلول ” ولكن ليعلموا أن موقفهم هذا سيجعلهم مثل ذلك الثور الذي قال : ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض ” ولكن ” تحالف تقدم ” لم يؤكل ولن يؤكل طالما كانت العزيمة و الإرداة والعمل هو سبيل عضويته .

مقالات ذات صلة