بنظر ثاقب وقراءة متانية، ورؤيا استراتيجية بعيون الزرقاء،
بكل هذه المكونات تعامل المشير السيسي مع السودان دولة وشعباً، في محنته التي ارّقته واعطته درساً في إدارة النزاعات المسلحة،
فتح فخامة الرئيس كل ابواب بلاده للشعب الشقيق، وتعامل معه هو والشعب المصري اخواناً اشقاء كأبناء رحم واحد، والتاريخ فعلاً تحدثنا رواياته عن هكذا حركة تفاعلية شمالاً نحو الجنوب وجنوباً نحو الشمال، مما نتج عنه نسباً وصهراً بين الشعبين فصارا شعباً أحداً في وطنين رسمهما الاستعمار بتقسيمات حلفاء الحرب العالمية الثانية، ومع كل هذه المعطيات المفروصة اجتهدت الحكومات الوطنية المتعاقبة في البلدين اشتراع تكوينات تلاحمية لتحقيق الوحدة والتكامل ولا تزال، إلا أنه كثيراً ما كانت تصطدم هذه المشروعات بتضاريس السياسة الدولية وتقلباتها.
واليوم يعطي الشعب المصري بقيادته الحكيمة درساً في الإخاء المتكافل مع اشقائه السودانيين (ضحايا الحرب المفروضة) ، متجاوزين كل التسويات الملغومة التي صممت في المخابئ اللعينة.
ونحن اذ نحيّي هذه الوقفة النبيلة من القيادة المصرية بقيادتها الرشيدة ومستشاريها الأمناء، نهيب بهم الا يفرطوا لحظة في هذا المكسب العظيم الذي سوف يصب قطعاً في مستقبل آمن لكلا الشعبين والبلدين والاقليم والقارة. وسيكون لوادي النيل مكنة ومكانة مرموقة في المنظومة الدولية وليس ذلك على الله ببعيد .
وفق الله الرئيس السيسي لما فيه الرفعة والسؤدد، وقيادة الجيش السوداني للصمود أمام الاعاصير والتحديات الجسام. وهدي الله الأشقاء الآخرين للخروج من رمادية المواقف وتردداتها. وعليهم ان يعيدوا قراءة المشهد السوداني، ويقلبوا فيه البصر والبصائر مرات ومرات.