*القضية ضد اسرائيل* *محاكمة الحضارة الغربية* علي عسكوري ١١ يناير ٢٠٢٤*

 

القضية التى رفعتها دولة جنوب افريقيا اليوم ضد اسرائيل تعتبر سابقة تاريخية خطيرة جدا.
فكما هو معروف ان إسرائيل untouchable تقريبا في جميع الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وانجلترا الخ..

مؤسسات العدالة العالمية كلها (تقريبا) اسسها الغرب او هى نتاج لمفاهيم العدالة الغربية او بمعني آخر هي سنام مفاهيم العدالة في الحضارة الغربية.

الأن ستواجه الحضارة الغربية مؤسساتها العدلية. بمعني آخر ستحاكم الحضارة الغربية نفسها.

قناعتي الخاصة ومن واقع قراءتى لتاريخ الحضارة الغربية فإنها قامت على أكبر جرائم عرفتها البشرية طوال تاريخها… وهى خلافا لكل الحضارات التى سبقتها أكرعت وانغمست في جرائم تفوق كل ما ارتكب في التاريخ الانساني وربما تتفوق جرائمها على جرائم التتار..

ما يؤسف له فبينما يكتب الغربيون عن جرائم الحضارات السابقة تقل بل تندر كثيرا كتابات المؤرخين من خارج الغرب عن جرائم الحضارة الغربية، بل حتى ما نعرفه عن جرائم الحضارة الغربية كتبه باحثون من الغرب…. وغالبا يمثل ذلك نصف الحقيقة في افضل الاحوال.

هذه القضية في جوهرها محاكمة للحضارة الغربية بكاملها. فدولة اسرائيل هي وليد شرعي لجرائم الحضارة الغربية ضد الشعوب، ولذلك سنري كيف ستقيم الحضارة الغربية العدالة ضد نفسها.

خطورة هذه القضية ايضا انها قد تفتح الباب على مصراعيه للنظر في جرائم تاريخية أخري مثل استرقاق الافارقة وبيعهم عبر الاطلنطي، جرائم الفرنسيين في الجزائر، جرائم امريكيا في فيتنام وكمبوتشيا والعراق، جرائم الصرب في البوسنا جرائم الاسبان والبرتغال في امريكا الجنوبية ضد السكان الاصليين بل جرائم امريكا نفسها ضد الهنود الحمر Hispanic، وكذا جرائم كندا واستراليا ضد السكان الاصليين الخ…
ربما يقول البعض ان هذا أمل بعيد لن يتحقق… ربما.. ولكن هذه القضية ستفتح (صندوق بندورا) ربما لن يتوقف عند القضية الحالية والطريق طويل جدا والسايقة واصلة، فالثابت أن الغرب بني حضارته معتمدا فقط على قتل الشعب ونهب مواردها عن طريق الاستعمار .
ربما لن يعيش اغلبنا ليحضر ذلك… لكن قتاعتي ثابتة ان ذلك سيتحقق يوما ما…!
نعم سنرحل الى ربنا ونترك كثيرا من المظالم خلفنا، لكن قناعتي ستأتي اجيال افضل منا كثيرا ستنهض لتحقيق العدالة و انصاف ضحايا هذا الحضارة المجرمة.
فالقضية في جوهرها ليست فلسطين وغزة، انما العالم يواجه سيطرة حضارة مجرمة ارتكبت جرائم خطيرة في كثير من شعوب الارض… وحاولت وتحاول الهروب من تلك الجرائم من خلال هيمنها على البشرية.
ثقوا متى ما تغيرت موازين القوي والهيمنة.. سينفتح الطريق للعدالة… ربما يستغرق الامر عقودا لكنه آت لا محالة… تلك سنة الله في خلقه.. قال تعالي:

” أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ.” (الروم).

هذه الأرض لنا

مقالات ذات صلة