*خبر و تحليل –عمار العركي *السودان في دهاليز الاتحاد الإفريقي: مؤشرات استهداف إثيوبي محتمل*

______________________
▪️تنويه: الخبر الذي نشره موقع البوابة الإخبارية بشأن إحباط الأجهزة الأمنية لمخطط تخريبي بشرق السودان ، لم يُعلن عنه رسمياً ، ويُعرض هنا في سياق التحليل باعتباره أحد المؤشرات المتداولة إعلامياً:
* في مقالات وتحليلات سابقة، توقفنا عند موقف إثيوبي _ كيني غير مُعلن ومُعارض لفك تعليق عضوية السودان داخل الاتحاد الإفريقي، والذي تسربت تفاصيله خلال اجتماعات غير رسمية في دهاليز الاتحاد. وقد أشرنا آنذاك إلى أن أديس أبابا تعمل على صناعة سردية سياسية وأمنية تزعم تورط السودان في دعم المعارضة الإثيوبية ، وبالأخص “جبهة التقراي”، بغرض تبرير موقفها العدائي تجاه عودة السودان إلى مقعده الطبيعي داخل الاتحاد الإفريقي.
* اليوم، تتوالى المؤشرات التي تؤكد صحة تلك القراءة. فمحاولة الناشط “مجاهد بشري” الترويج عبر صفحته الشخصية لادعاء مفبرك حول قيام جهاز المخابرات السوداني – عبر مكتب ولاية القضارف الحدودية – بتسليم أسلحة ومسيرات للمعارضة الإثيوبية، لا يمكن قراءتها إلا بوصفها محاولة عقيمة وفاشلة لإسناد تلك السردية الإثيوبية وتغذيتها بعناصر دعائية تبدو للوهلة الأولى ذات بعد ميداني.
* وفي ذات السياق، برز خبر نشره موقع البوابة الإخبارية حول إحباط الأجهزة الأمنية لمخطط تخريبي شرق السودان، تورطت فيه عناصر ما يسمى “تجمع السودان الحر” المصنوع بأيدي مليشيا آل دقلو، بالتنسيق مع قوى خارجية. ورغم غياب التوثيق الرسمي، إلا أن مجرد تداول هذا الخبر يعكس اتساع رقعة الاستهداف الأمني والسياسي للسودان في بوابته الشرقية، وهو ما يتقاطع مجدداً مع محاولات إثيوبيا تصوير السودان كطرف مزعزع للاستقرار الإقليمي.
* إن تراكم هذه المعطيات – من الاعتراض الإثيوبي في الاتحاد الإفريقي، مروراً بمحاولة فبركة مجاهد بشري، وصولاً إلى أنباء المخطط التخريبي شرق السودان – يشير بوضوح إلى أن السيناريو الذي حذرنا منه سابقاً لم يعد مجرد احتمال، بل أصبح جزءاً من حملة منسقة تستهدف صورة السودان ومكانته الإقليمية، وتعمل على خلق ذرائع سياسية وأمنية ضد عودته إلى عمقه الإفريقي.
* وفي ضوء هذه المعطيات، يبدو من الضروري أن تتبنى الأجهزة الأمنية والدبلوماسية السودانية نهجاً استباقياً ومتكاملاً في إدارة السرديات الإعلامية والأمنية المرتبطة بالحدود الشرقية. ويشمل ذلك رصد وتقييم أي أخبار أو محاولات ترويج لسرديات مفبركة، مثل تلك التي ظهرت عبر صفحات شخصية أو منصات إعلامية محدودة الانتشار، مع الحرص على تصحيح الصورة الرسمية عبر بيانات مقتضبة ومدروسة، دون الدخول في تفاصيل قد تُوظف ضد السودان، مع إبراز الجهد الحقيقي في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
* كما يتطلب الأمر تنسيقاً مسبقاً بين الجهات الأمنية والدبلوماسية لتوحيد الخطاب في المحافل الإقليمية والدولية، خصوصاً مع الاتحاد الإفريقي، لضمان عدم استغلال أي خبر مفبرك كأداة ضد السودان، مع التحوط الاستراتيجي عبر متابعة تحركات المليشيات والحسابات الإقليمية وتقدير تأثير أي معلومات مسربة على المواقف الدولية والإقليمية، مع التحرك الدبلوماسي لتقليل أي أثر محتمل على مكانة السودان الإقليمية.
*خلاصــة الــقــول ومنــتهــاه:*
* إن ما يحدث شرق السودان لم يعد مجرد إشارات متفرقة، بل هو جزء من سيناريو مكتمل الأركان، تتقاطع فيه أدوات إثيوبية مع أجندة مليشيا آل دقلو وحلفائها. المطلوب اليوم يقظة مضاعفة، ليس فقط على الأرض عبر تشديد الرقابة الأمنية، بل أيضاً على مستوى الخطاب السياسي والإعلامي، بفضح هذه المحاولات وحرمان خصوم السودان من توظيفها في معارك الاتحاد الإفريقي والإقليم.

مقالات ذات صلة