*أفياء ايمن كبوش هل يستسلم البرهان أمام الضغوط.. ؟!*

# المأساة كبيرة.. والوصف اكبر من تلك الدموع التي التقطتها عدسات التلفزة كصور ناطقة تتحدث عن الجحيم الأليم.. جحيم ما حدث لأهلنا في الفاشر.. وجحيم كل السودانيين الذين مازالوا يحسون بحجم المرارة وفداحة الخذلان.. خذلان المجتمع الدولي الذي أطبق يديه وكف لسانه عن نقل الصورة الحقيقية للازمة السودانية على شفا التركيع والمزايدة على الثوابت الوطنية..
# الجنرال البرهان الذي كان بالأمس وسط أهله الفارين من جحيم الفاشر إلى مدينة العفاض الشمالية، بدا من ملامح وجهه حجم الرهق والاحساس بالمسؤولية.. كلهم أهله.. وكلهم تحت ولايته.. وكل البلد دارفور.
# ظروف صعبة تحيط برأس الدولة الذي يواجه ضغوطا من المجتمع الدولي وعلى رأسه امريكا، وتحديات داخلية تعيشها البلد وسط مهددات أمنية واقتصادية وسياسية، كل ذلك لا يملك الجنرال حياله نصيرا غير القوات المسلحة ومن يقاتلون معها وإرادة الشعب السوداني.. لتبدو المعادلة صعبة والتوازن ما بين الخارج والداخل يتطلب قدرات استثنائية أولها الصبر وثانيها الايمان بعدالة القضية في زمن عز فيه الاصدقاء الصادقين وكثر فيه أعداء الوطن من المتآمرين الذين يطالبون الجنرال البرهان الان الان الان بالاستسلام.. !
# لم يستسلم البرهان عندما (اتاخد على خوانة) في اليوم الأول، وأكثر من ثلاثين عنصرا من حراساته الشخصية يستشهدون في سبيل الدفاع عن قائدهم العام.. لم يستسلم فور دخوله إلى أرض الحصار في القيادة العامة وهو يشاهد الرجال يأكلون من خشاش الأرض دفاعا عن قيادتهم العامة.. لم يستسلم وقد كان الموت أقرب إليه من حبل وريده خمسة مرات متتالية بوسائل مختلفة.. المحاولة الأولى عندما استدعى العدو التاتشرات والدوشكات والثنائيات والرباعيات والار بي جيهات والبوكلن لقتله في منزله، مع مرتين أخريين في القيادة العامة حيث تم استهداف مكان وجوده بالتدوين وكتب الله له النجاة، والمحاولة الرابعة كانت في تخريج الطلبة الحربيين بمنطقة جبيت العسكرية، اما الخامسة فقد كانت في مدينة بورتسودان حيث تم استهدافه بمسيرة استراتيجية ضلت طريقها بفضل العناية الإلهية وأجهزة التشويش المتقدمة إلى جزء من فندق مارينا فاحدثت فيه بعض الخسائر.
# إذن لن يستسلم البرهان عندما كان العدو ينتشر في أكثر من 80٪ من العاصمة الخرطوم ومحلياتها الست عدا محلية كرري، لم يستسلم والعدو يدخل الى الفرقة الأولى مشاة مدني في زفة ومهرجان دانت له بموجبه كامل محليات ولاية الجزيرة، عدا المناقل و24 القرشي.. لم يستسلم القائد العام والعدو يحاصر سنار ويحتل الفرقة 17 سنجة، يومها كان سعادته يشرب شاي الصباح في الخطوط الأمامية بمدينة سنار وقبل أن تقلع طائرته من مطار الشيخ فرح ود تكتوك الترابي شرق الخزان، كان البيشي وكيكل يقدلان داخل الفرقة ويلتقطا الصور من مكتب والي الولاية توفيق محمد علي.
# لم يستسلم القائد واجزاء واسعة من النيل الابيض وكردفان في يد العدو.. فما الذي يجعله يستسلم الآن وصيوانات التحرير منصوبة في معظم الديار التي مستها ارجل المغتصبين وجرحت كرامتها.. فهل يستسلم وطائرته تحط الرحال في أقصى جنوب النيل الازرق بمدينة الدمازين.. ثم يتجول في الشوارع وسط المواطنين بمنطقة الكلاكلة بمحلية جبل الأولياء.. والسوق المركزي الخرطوم.. ؟ كيف يستسلم وقد صار الرجل متواجدا في كل شبر من العاصمة الخرطوم.. (محل الرئيس بنوم والطيارة بتقوم).. ؟! كيف يفعل ذلك من موضع قوة والشعب الذي فقد كل شيء يقول لا للاستسلام.. لا للهدنة مع المتمردين.. ونعم للسلام الذي يأتي على تيجان عزة الوطن واعادة حقوق المواطنين المسلوبة والمغتصبة.. لك الله يا برهان بحجم المسؤولية الكبيرة والاحمال الثقيلة.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole