*بخصوص الحرب في السودان، ما هو الجديد في محادثات ولي العهد السعودي مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟ محمد جلال أحمد هاشم 20 نوفمبر 2025م*

يبدو الجديد هو أن رئيس الولايات المتحدة وإدارته كان يعتمدون على سردية خاطئة عن الوضع في السودان، فصححها لهم ولي العهد السعودي. ترى ما هي هذه السردية التي كان ترامب يعتمدها عن السودان؟ هو قالها بنفسه، إذ كان يعتقد أنه لا توجد دولة ولا حكومة في السودان. فما هو هذا الجديد؟ إنه، منطقيا، يعني تصحيح هذا الفهم الخاطئ!
***
والآن دعونا نتساءل: كيفما كان تصحيح هذه المعلومة، هل هو في صالح الدولة السودانية التي يرأسها الفريق البرهان والحكومة السودانية التي يرأسها كامل إدريس، أم هي في صالح حكومة تأسيس الوهمية التي يرأسها خايب الرجا محمد الحسن التعايشي؟ للإجابة على هذا السؤال علينا أن نستعرض السردية السائدة لدى أمريكا وأوروبا (أي قوى الإمبريالية الغربية) عن حرب الوكالة الدائرة الآن ضد السودان؟ ما هي هذه السردية؟ هي أن هذه الحرب تدور بين الجيش المختطف من قبل الكيزان في مواجهة مليشيات الجنجويد التي صنعها الكيزان، وبينهما تقف القوى المدنية (قحت/تقدم/صمود/تأسيس/تخسيس … إلخ) المؤمّل فيها أن تشكل الحكومة الانتقالية لإنقاذ الشعب من ويلات الكيزان عبر وقف الحرب فورا (شعار “لازم تقيف”). هذه هي السردية الخاطئة التي كانت الإدارة الأمريكية ومعها الكتلة الغربية تعتمدها عن هذه الحرب ومؤداها أنه لا توجد حكومة، كما لا توجد دولة، والموجود فقط هو جيش مختطف في مواجهة مليشيات الجنجويد، وبينهما ما يمكن وصفه على وزن شاطر ومشطور، بينهما طازج. كذا!
***
فما هو الجديد هنا؟
أولا، بموجب تصحيحات ولي العهد السعودي، الجديد يبدو أنه توجد دولة بمؤسساتها، كما توجد حكومة تؤدي مهامها برغم ظروف الحرب؛

ثانيا، بموجب تصحيحات ولي العهد السعودي، يبدو هذه الحرب ليست بين الجيش السوداني المختطف من قبل الكيزان في مواجهة مليشيات الجنجويد التي صنعها الكيزان؛

ثالثا، بموجب تصحيحات ولي العهد السعودي، القوى المدنية المُعوّل عليها في السردية الخاطئة هي في حقيقتها لييست كما تم تصويرها، إذ لا تعدو كونها لميم وخميم لمجموعة من الأفندية مقطوعي الطاري، وقيل مجموعة من الكمبرادورات ممن تعرفهم جيدا أمريكا ولواحقها الإمبريالية، كونها تصطنعهم لخدمة أجندتها.
***
ولكن، هل هذا فعلا هو الجديد؟ هل فعلا كانت أمريكا (ومن ورائها أوروبا الغربية)، بكل جامعاتها ومراكز أبحاثها وعلمائها الحاصدين لكل جوائز نوبل للعلوم والآداب … إلخ – هل فعلا كانت تنتظر من ولي العهد السعودي أن يعبر المحيط الأطلنطي ليصحح لهم هذه المعلومة؟ معلومة بتاع فنيلتك! وبعد كل هذا لم نعدم من الكمبرادورات الأغبياء من صدح قائلا: شكرا سعدوك! كذا!
***
الجديد هو أحد أمرين:
الأول هو أن مخطط أمريكا وقوى الإمبريالية قد ثبت فشله في السودان بفضل استعصام الشعب بمؤسسات دولته والتحامه مع قواته المسلحة والمشتركة، وبالتالي هم يريدون أن يخرجوا من هذه الحرب كما تخرج الشعرة من العجينة، ويا إمارات وتشاد وحفتر وجنجويد وتأسيس وتخسيس وقحت/تقدم/صمود وصعود إشربوا من ماء البحر إلى أن ترتووا!

الثاني هو أن أمريكا والقوى الإمبريالية يعملون على إدخال تعديلات جوهرية على سيناريو الحرب ضد الشعب السوداني وضد كيان دولته المستقلة ذات السيادة، ويا خبر الليلة بقروش، بكرة ببلاش!

*MJH*
20 نوفمبر 2025

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole