*آلهة “تقدم” تعاقبنا بحمل صخرة الكيزان صعوداً وهبوطاً إلى قيام الساعة عبد الله علي إبراهيم*

(استعيد هنا كلمة لي ليست قديمة جداً حيال البشر الذي رأيته طفح أمس على وجوه دعاة “لا للحرب” مكاء وتصدية بعد إعلان جماعة من دول الغرب الإخوان المسلمين منظمة إرهابية. المتغطي بالعالم عريان)

أسأل نفسي ما هو ميس (في لعب الأطفال) أهل قحت وتقدم الذي يبلغون البلد به ويكون يوم النصر المؤكد على الكيزان فيرتاح خاطرهم وخاطر البلد. تربصوا بهم بعد انقلاب 1969 وسموهم “إخوان حتحوت” لينتهي الانقلاب التقدمي المزعوم في 1983 إلى ثيوقراطية دينية من أبو كديس أو أبو كيزان. وتربصوا بهم قبل ثورة ابريل 1985 وما بعدها ودمغوهم ب”السدنة” وتكأكأوا على شيخهم الترابي بأقصى “حي الصحافة” وغلبوه. ثم عاد الكيزان بانقلاب 1989 دولة ثيوقراطية لآخر حد. ثم اسقطوهم ك”فلول” في 2019 بل داسوهم دوس. ثم عادوا. ومدعوون نحن الشعب ما نزال للتعبئة لاستئصال الكيزان.
أليس ثمة شيء غاية في الخراقة هنا؟ حتاما نساري الكيزان في الظلم؟ فليس يصدق احتشادنا لعقود لهزيمة الكيزان بلا طائل إلا أن تكون أصابتنا “لعنة” الكيزان كما في لعنة سيزيف. فتقول الأسطورة الإغريقية عن لعنة سيزيف إن الآلهة عاقبته بحمل صخرة عظيمة إلى قمة جبل ما يبلغها حتى تتدحرج الصخرة مرة أخرى إلى أسفل. فيعيد الدورة. يرفعها إلى قمة الجبل. تتدحرج. يرفعها ثانية وهكذا دواليك إلى قيام الساعة لو اعتقد الإغريق الكفرة فيها.
يبدو أن لا قحت ولا تقدم تريد لنا أن نرى عيبها من وراء قرارهم تحميلنا صخرة الكيزان التي أوثقوها على أكتافنا. وعيبها أنها لا تحسن القضاء عليهم. فيخرج عليهم الكيزان من ثقب إهمال تراجيدي في أداء واجباتهم ويسألون: من أين جاء هؤلاء؟ وعلينا حمل الصخرة في الواد لأنهم حين فشلوا، وأدمنوا الفشل، خرجوا منه كالشعرة من العجين “واشكع على الكيزان”.

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole