*أمان وداد والبشير …الفضيحة التي تفضح الدولة العميقة ومن يحرسها*

في بلد يذبح فيه المواطن بلا حارس وتحرق فيه القري بلا مساءلة وتنهار فيه المدن واحدة تلو الأخري يطفو سؤال واحد كالقنبلة كيف يكون رموز النظام السابق في أمان كامل ؟ليس هذا سؤال فضول بل سؤال إتهام لأن الأمان في زمن الأنهيار ليس مسألة حظ بل إمتياز سياسي تمنحه سلطة وتحرسه أجهزة وتصونه شبكة مصالح تعرف جيداً ماذا تفعل ..حين يكون البشير ووداد في حماية بينما ملايين السودانيين بلا حماية فنحن لا نتحدث عن فشل دولة بل عن دولة أختارت من تحمي ومن تترك للموت …هذه ليست ثغرة أمنية هذا قرار بأن يبقى رموز الماضي خارج دائرة الخطر وقرار أن يبقي الشعب داخلها من يمتلك القدرة علي تأمين شخصيات أشعلت النار وسط فوضي شاملة من يصدر الأوامر ؟ من تمتلك مفاتيح الأجهزة الأمنية ؟ ومن يضمن التنفيذ ؟ لا أحد يستطيع الادعاء بالجهل في السياسة الجهل كذبة والصمت إدانة الدولة العميقة هنا لا تختبي بل تمارس سلطتها بهدوء تحمي نفسها وتعيد ترتيب صفوفها وتبعث برسائل واضحة سقطت الثورة وبقينا نحن والأخطر من الحماية ذاتها هو تطبيعها أن يطلب من تقبل أمان رموز الفساد بأسم الواقعية أو المرحلة المعقدة أو الخوف من الفاضي أي فوضي أكبر من هذه ؟ وأي أستقرار يبني علي إفلات الجناة وأي جناة قتلوا الشعب أغتصبوا النساء جندوا حميدتي الذي قتل كل الشعب أما المؤسسة العسكرية فلا تمتلك رفاهية الوقوف في المنتصف إما أن هذه بأمر مباشر أو بعلم كامل أو بتغاض متعمد وفي كل الحالات المسؤولية واحدة أما النخب السياسية ففضيحتها لاتقل بشاعة أولئك الذين ملأوا الشاشات حديثاً عن التفكيك والعدالة تحوّلوا فجأة الي شهود صامتين أين أصواتهم الآن ؟أين بياناتهم عن تفكيك الدولة العميقة أين غضبهم المزعوم الجوال واضح ومخز أختاروا السلامة الشخصية علي المواجهة والصمت علي الحقيقة والتعايش مع الدولة العميقة بدل تفكيكها وهكذا تحولت العدالة الي ملف مؤجل و الثورة الي ذكري و التغيير الي خدعة لغوية ما يحدث اليوم ليس فشلا ً في تطبيق العدالة بل نجاح كامل في تعطيلها ليس ضعف دولة بل دولة تدار لمصلحة شبكة تعرف كيف تحمي نفسها جيدا النتيجة أمام أعين الجميع الفاسد آمن القاتل محمي الضحية منسية والثائر متهم وبين هذا كله يطلب من الشعب الصبر والكثير هنا ليس فضيلة بل أداة لإطالة عمر الخراب
أمان وداد والبشير ليس تفصيلا عابراً بل دليل إدانة سياسي ضد الدولة العميقة القيادة التي تساوم النخب التي تصمت وكل من يبرر أو يلتف أو يؤجل الحقيقة ومن يرفض فتح هذا الملف فهو لايخشي الفتنة كما يقال بل يخشي سقوط القناع لأن الدولة التي لاتحاسب ماضيها محكوم علينا أن نعيشه من جديد ونسخة أكثر قسوة

مقالات ذات صلة

Optimized by Optimole