*العلاقات السودانية الأمريكية وتقاطعاتها مع تعقيدات الحرب* *هل أمريكا جادة في إنهاء الحرب بالسودان*؟ *محمد ضياء الدين*

*العلاقات السودانية الأمريكية وتقاطعاتها مع تعقيدات الحرب*

*هل أمريكا جادة في إنهاء الحرب بالسودان*؟

*محمد ضياء الدين*

▪️تعتبر العلاقات الأمريكية مع الدول النامية أحد أعمدة السياسة الخارجية الأمريكية، ومن بينها السودان الذي يتميز بأهمية استراتيجية نظرًا لموقعه الجغرافي وموارده الطبيعية ودوره السياسي. كما يتقاطع السودان مع مصالح القوى الكبرى، مما يجعله محورًا هامًا في السياسة الأمريكية التي تسعى لتحقيق مصالحها الأمنية والاقتصادية في المنطقة.
▪️تتطلب السياسة الأمريكية توازنًا بين التدخل المباشر والدعم السياسي، وتتنوع أدواتها فى المساعدات والعقوبات الاقتصادية والإنسانية إلى التدخل العسكري.

▪️تاريخيًا، شهدت العلاقات السودانية الأمريكية محطات من التعاون والتوتر، حيث تباينت سياسات الجمهوريين والديمقراطيين تجاه السودان؛ كليهما يعتبران وبشكل مختلف قليلا أدوات تنفيذ مشروع الإمبريالية الأمريكية.
عموما يميل الجمهوريون إلى اتخاذ مواقف صارمة ضد الأنظمة غير الديمقراطية، بينما يفضل الديمقراطي ون شكليا الحوار والدبلوماسية.
▪️في ظل الحرب الحالية في السودان، تُثار تساؤلات حول كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الأزمة، ومدى جدية سياساتها الحالية في إنهاء الحرب. تُظهر الولايات المتحدة (شكليا لا عمليا) دعمًا للمفاوضات بين الأطراف المتنازعة، وتقديم المساعدات الإنسانية، والضغط على الجهات الدولية لتطبيق العقوبات، لكن تبقى الشكوك حول جديتها في الوصول إلى حل شامل ومستدام.
▪️تشمل الجهود الأمريكية الدعوة لاستئناف المفاوضات بين أطراف النزاع في سويسرا الشهر القادم، وهو ما يعتبر جزءًا من الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي. رغم التحديات الكبيرة، تبقى الفرصة متاحة لتحقيق تقدم نحو السلام، ويعتمد ذلك على التزام الأطراف السودانية ورغبتها في التوصل إلى تسوية شاملة.
▪️في مرحلة ما بعد بايدن، أياً كانت نتائج الانتخابات، يتعين على الولايات المتحدة إعادة تقييم سياساتها تجاه السودان بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني في الحرية والديمقراطية وقيام سلطة وطنية مدنية ديمقراطية مستقلة.

▪️يبقى الأمل في أن تكون الفترة المقبلة مرحلة جديدة من التعاون البناء بين السودان والمجتمع الدولي، مما يسهم في إنهاء الحرب وتحقيق السلام وإعادة بناء ما دمرته الحرب.

٢٥ يوليو ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة