:: المعابر الحدودية بالشمالية وصمة عار في جبين البلد .. بمعبري أرقين وأشكيت حوالي ( 2.500 ) من العائدين العالقين بحاجة إلى خدمات إنسانية، ويقول عبد الرحمن علي خيري، مفوض العون الإنساني بالشمالية :
(المعابر غير مهيأة لاستقبال هذه الأعداد)…!!
:: ومع تكدس العائدين بأرقين و أشكيت، إلتهم حريقاً قبل ثلاثة أيام صالة الركاب بمعبر إشكيت البري، وعطّل حركة المسافرين، و زاد التكدس وبالاً .. وكالعهد بهم دائماً عند كل حريق، إستنجدوا بعربات إطفاء المعابر المصربة، فجاءت لتطفئ حريقهم وتعود ..!!
:: ناهيكم عن مكافحة أسباب التكدس والحرائق، إذ رغم الجبايات والضرائب والرسوم التي تُثقل كاهل العابرين، فالقوم هناك عجزوا حتى عن توفير سيارة إطفاء في المعابر و حظائر الجمارك، علماً لشرطة الدفاع المدني نصيب في الرسوم والجبايات..!!
:: ولعلكم تذكرون، بتاريخ 2 أكتوبر ٢٠٢٣؛ أي قبل عامين،تفقد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مَعبر أرقين بوادي حلفا..ثم وعد الناس هناك باصلاح حال المعبر ..ولكن لايزال الوضع بكل المعابر – كما هو – متردياً ..لم يحدث أي تغيير إيجابي، بل تفاقم السوء ..!!
:: فالحكومة لم تف بوعد إلاصلاح، لانها أوكلت الأمر لغير أهله ..ومع التكدس، تفشت ظاهرة الحرائق، وهي من الكوارث المصطنعة بفعل الإهمال وبؤس الإدارة وعدم المحاسبة.. فالمعابر شهدت أكثر من حريق خلال الفترة السابقة، وليس فقط حريق أشكيت..!!
:: لاننسى، في يونيو الماضي، التهم حريقاً هائلاً منازل العاملين بمعبر أرقين ثم قطاطي و رواكيب لايستحون من وصفها بالعشوائية، وهي كذلك ..نعم، في حرم المعبر، وعلى بُعد أربعمائة متراً منه، مساحة من الرواكيب والقطاطي العشوائية، وهذا لا يحدث إلا في السودان .. !!
:: اشتعلت النيران في العشوائيات.. وكالعادة، استنجدوا بالسلطات المصرية لتطفئ الحريق، علماً بأن مدير المعابر برتبة فريق ركن، وهو الفريق ركن ياسر محمد عثمان ..رفاقه يطفون حرائق آل دقلو بجسارة وإخلاص، بيد أن سيادته عاجز عن إطفاء حريق معبر، ويستنجد بالمطافئ المصرية ..!!
:: فليعلم المجلس السيادي بأن معابر الشمال ليست بحاجة إلى ذهب المعز أو مال قارون لتصبح معابراً تليق بالدولة السودانية ومثيلاً للمعابر المصرية وغيرها من المعابر التي تسُر العين و تشرح القلب؛ بل بحاجة إلى إدارة واعية تُشرك القطاع الخاص في التطوير ..!!
:: ثم يجب تشغيل مينائي دنقلا وكريمة الجافين للتخفيف على أرقين؛ و يجب منح المصارف و الشركات مواقعاً لأفرعها لتسهيل الإجراءات وتقصير زمنها ؛ ويجب إشراك القطاع الخاص في تحسين بيئة المنطقة باستراحات وخدمات تليق بكرامة الإنسان، بدلاً عن العشوائيات ..!!
:: متوسط إيراد هذه المعابر لا يقل يومياً عن ( ٧٥٠ مليار جنيه)، ومع ذلك هي بلا عربات إطفاء وبلا خدمات و غير مهيأة لاستقبال بضعة آلاف من العائدين، بينما معابر مصر إستقبلت مئات الآلاف من اللاجئين..فالوضع بائس، لحد أن الناس كثيراً ما تقضي حاجتها في عراء المنطقة العشوائية..!!