*ظهور “مفضل”… حينما تثأر البندقية المجروحة! رشان أوشي*

 

تابع العالم على اتساعه مشاهد متعددة خلال اليومين السابقين، الجنرالات وهم يخاطبون الشعب من عدة مناطق مختلفة، ورغم أن موضوعهم كان واحداً ، فإن المسافة بينهم وبين القوى السياسية التي أطلقت العنان لتخيلاتها على الميديا، كانت هي نفسها المسافة بين القدرة وبين العجز عن فعل شيء.

تصريحات صارمة ، قالها الجنرالات، فتحت أبواب التكهن عن مشهد الأيام القادمة على مصراعيها، رغم أنها خرجت في سياق يؤكد على أن الجنرالات لا يسقطون تحت وطأة الحدث.، ولا ينزلقون إلى استنتاجات نهائية متسرعة. وإنهم يضعون المشهد في سياق التاريخ والجغرافيا معاً ، وأنهم يلتفتون ملياً إلى الروح العميقة في مسارح الأحداث بعيداً عن ترسانة الكراهيات وجاذبية الثأر.

وهو ما قطعه “كباشي” بحديثه حول قتال الجيش من أجل إحلال السلام، فواقع الحال يقول إن دحر التمرد، وتخليص البلاد من المشاريع الانتهازية، يصب في غاية أن يعيش السودانيين في سلام دائم مستقبلاً.

أكد “كباشي” على أن الجيش يرعى حركة المقاومة الشعبية، باعتبارها ثورة جماهيرية ضد العدوان، وان شباب المقاومة يعملون تحت مظلة القوات المسلحة السودانية، نافياً أن تكون حركة المقاومة تهدف إلى تمكين أجندة سياسية، وهي الحقيقة المجردة.

وكان القلق قد استبد بالتمرد و حلفاءه، حينما أطبق الجنرال “، أحمد إبراهيم مفضل” مدير المخابرات العامة، وهو يرتدي الزي العسكري على مساعي العدو التي تهدف إلى إحداث شرخ داخل المنظومة الأمنية والعسكرية ، و تأليب الشعب استناداً إلى روايات كاذبة مصدرها خونة تضج أضابير المخابرات بملفات عمالتهم المفضوحة.

مفضل” أكد على توجه الدولة بالقضاء على مليشيا الدعم السريع بكل أنحاء البلاد، وشدد على أن جميع من يحملون السلاح في الميدان يعملون تحت إمرة و مظلة القوات المسلحة.

ذكرني ظهور “مفضل” إلى قمة الأضواء، و الاحتفاء المفرط بخطابه الموجه لضباط وجنود “هيئة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة”، وهو يرتدي الزي العسكري، تلك الحملات المدمرة ، التي نفذها عملاء الإمارات ضد جهاز أمن الدولة،ابان سلطتهم ، وتلك الأرقام الفلكية لاعداد الضباط المحالين للتقاعد بأوامر الناشطين أصحاب الثأرات الشخصية.

واذكر احتفاء البعض بطرد ضباط جهاز المخابرات من وظائفهم، وملاحقتهم جنائياً عبر أوامر قبض صدرت عن نيابات مسيسة، واتضح فيما بعد أن كل تلك المجازر كانت بتكليف مباشر من “حميدتي” وشقيقه، لتدمير جهاز مخابرات الدولة، تيقنت أن بعض الانتصارات تحمل في طياتها وعود انهيارها، خصوصاً حين يعجز صاحب القوة الهائلة حينها “حميدتي” عن فهم ما يدور في شرايين مسرح انتصاره.

كان “حميدتي” ينظر بعين الغبطة لتداعي جدار السودان المحكم “جهاز المخابرات العامة” ولكنه غاب عن عقله الصغير سراً، أن هذا الجدار يستمد قوته من تعاون الشعب السوداني الحر. وإنه ليس من عادة الجدر القوية أن تغيب من سداد مستحقات التصدي عن الوطن وإن تهالكت .

ولم يكن يعرف “حميدتي” إبان غيبوبة نفوذه المطلق، أن هناك رجال يعملون خلف الأضواء ، ولعون بالمهمات شبه المستحيلة وإدمان العيش على حواف الأخطار، يمتلكون قدرات استثنائية على كسر الأقفال وهتك الأسرار أتلفوا مشروعه، وسارعوا عائدين إلى عمق الدولة حيث مكانهم الطبيعي.

بعد أيام سيطفئ جنرالات الدولة الشمعة الثانية ل “العمليات العسكرية الخاصة” التي أطلقوها قبل أكثر من شهرين، ونتج عنها تحرير معظم أجزاء مدينة “أم درمان “، تلك العمليات التي تهدف لتصحيح التاريخ والجغرافيا معاً، وقريباً سيرسلون الجيش السوداني لمطاردة “التتار” على أرض الجزيرة .
محبتي واحترامي

مقالات ذات صلة