ظني أنّ محمد حمدان دقلو (حميدتي) هو في الأساس تاجرٌ، يحسب كل شيء بمنطق الربح والخسارة.
وقناعتي أنه يملك من الذكاء الفطري والبداهة البدوية ما يمكنه من معرفة النهايات من خلال قراءة المُقدّمات ورصد المُؤشِّرات.
ولكن ربما مضى من الوقت الكثير دون أن يدرك أنّ كل يوم يمضي تتعاظم خسائره وتقل فيه فرص المكاسب واحتمالات التعويض..!
ما لم يُحقِّقه في الساعات الأولى من إنجاز خاطف وسريع، لن يستطيع إنجازه خلال أشهر أو سنوات من الحرب الطويلة.
قواته راكمت من الانتهاكات والتجاوزات ما جعل دائرة العداء لها وله تتمدد على أوسع نطاق على امتداد الوطن الكبير في كل اتجاهاته وبكل مكوناته وفي العالم أجمع.
هو الآن ضد الجميع بلا حلفاء، معلنين ولا أصدقاء مقربين، في الفضاء الوطني العريض عكس ما عليه حال الجيش.
فالاقتراب من مشروعه أصبح وصمة عار وإشانة سمعة يخشاها القريب قبل البعيد.
قواته في حالة استنزاف وحتى انتصاراتها العسكرية تفضي بها إلى خسائر سياسية فادحة وإدانات حقوقية تقرب قادتها من دخول المحكمة الجنائية بالرجل اليسرى.
كل يوم تتضاعف الخسائر ويصعب الانتصار ويستحيل التعويض.
الدولة السودانية التي تمرّد عليها حميدتي لم تعد تخشى على نفسها أكثر من الذي خسرته خلال عام.
والجيش الذي أراد تفكيكه ضم إليه قطاعات واسعة من أعدائه السابقين المدنيين والعسكريين، وحصل على تأييد شعبي غير مسبوق في التاريخ القريب.
تأييد من الكتلة الحيوية ذات الموجة الإعلامية العالمية والقيمة الربحية السياسية الحاسمة.
على، حميدتي التاجر بعد أن فشل في تحقيق انتصارات تكتيكية خاطفة أن يضع استراتيجية جديدة للانسحاب.
استراتيجية تقلل من تفاقم الخسائر وتحافظ على ما تبقى من رأس مال عسكري لتحقيق وضع جديد في حدود ما هو متاح وممكن، لا على مستوى ما كان يرغب في تحقيقه ويطمح إليه قبل ١٥ أبريل.
مَن يقع في القاع عليه ألّا يحفر أكثر طمعًا في الخروج …!