*(جماعة انصار السنة السودانية المنبت)* ، غذي فكرتها عالم مهاجرٌ من المغرب العربي، أقام بإحدى حواضر كردفان في العام 1904، تم اسره ونفيه الي جمهورية مصر من قبل المستعمر البريطاني حين اقدم على إسقاط سلطنة دارفور في العام 1916 ونقل من بعد ذلك الي الحجاز، حيث خصص له الملك عبد العزيز.. طيب الله ثراه.. كرسياً للتدريس بالحرم …
ثم احتضن جلالته من بعد ذلك تلميذه الحاج أحمد حسون الذي أسس النواة الاولي للجماعة، إذ ابتعثه للتبشير الإسلامي بأمريكا، فكان من ثمراته مالكوم اكس…
إلا أن العلاقة تجذرت وتعاظمت في عهد سماحة الشيخ الراحل ابن باز.
الجماعة مصرية العنوان والهيكل بحكم روابط التاريخ والجغرافيا والتصاهر العرقي والمعرفي والسياسي، مثلها مثل سائر التكوينات والأحزاب السودانية،
والجماعة امتزجت اولياتها في زمان النشأة مع شركاء الفكرة .اذ جسرت الدبلوماسية السعودية تلك العلاقة باستجلابها دعماً من الملك فيصل لإنشاء اول مسجدين خصصا للجماعة، أحدهما مسجد المركز العام بالخرطوم، والآخر مسجد الملك فيصل بأم درمان، ثم توالت العلاقات مع المؤسسات الدينية والانسانية، تعاوناً لنشر الفكرة، وخدمة لعامة الشعب السوداني،
الدول الثلاث { السودان ومصر والسعودية} مشاطئة للبحر الاحمر.. ودولتا وادي النيل {السودان ومصر} متصلتان باعتبارهما مصباً لنهر النيل الممتد من منابعه بدول البحيرات والهضبة الاثيوبية، ويمثلان وحدة لوادي النيل والمصير المشترك…
الجماعة بهذه الميزة يمكنها ان تمثل قلباً نابضاً يضخ الهدوء والتواصل الفعال، وصناعة التحالف الاستراتيجي لمصلحة شعوب المنطقة، وضمان أمن البحر والنهر…
التحديات التي تواجه هكذا مشروع، تختفي خلف استيعاب التحولات الفكرية المتجددة، في المنطقة، والاطماع المتعاظمة التي تشكل تهديداً لها بين الحين والآخر.. ولكن تبقي مصطلحات الزمان[ الصبر الاستراتيجي، والغموض الاستراتيجي، والشفافية الاستراتيجية..] ، عناوين لرؤيا ومستقبل يستوعب متغيرات التوازن الدولي والاقليمي، والتجديدات التي تتطلب تغيير الفتيا السياسية والفكرية بتغير الزمان والحال..
الجماعة ظلت تحافظ علي اعتدالها مذ نشأتها وحتي يومنا، لم توصم بايٍّ من مظاهر الإرهاب طيلة عمرها الذي امتد لأكثر من قرن ، بل كانت ضحيته في عامي 94 و 95 من القرن الماضي، وهذا من شأنه أن يؤهلها للتهدئة والتواصل البناء بين الفرقاء والمتنافسين…
جماعة تفاعلية مع شعبها، تجاوزت القطيعة بخطاب متسع ومتسامح، تجمع ولا تفرق، رغم العواصف التي اجتاحتها لتذهب بيضتها بتعمد الشرنقة، والاعلام المسموم.
جماعة بهذه المواصفات جدير بأهل الشأن والتخطيط الاستراتيجي ان يوظفوا هذه الميزات الإيجابية، لبناء علاقات رابطة لوشائج الإخاء والجوار الآمن، ولتحقيق المصالح المشتركة، والاستغلال الامثل للموارد البشرية والاقتصادية الوافرة والمتنوعة…
فبالتفاعل تتشكل مرونة الفقه والحركة، وتصح البيئة الملوثة بالغازات الفكرية السامة، وتجارب الكيانات النخبوية التي ادمنت الفشل…فهلا انتبه لذلك صناع السياسات المستقبلية… خاصة وانها الآن في قلب الأزمة الوطنية تذب عن حياض الوطن صفاً واحداً مع كل الوطنيين..حفاظاً علي وحدته وامنه واستقراره.
_____=_______=_______=_______=______
محمد أبوزيد مصطفى
24/6/2024