رحيل الفنان محمد ميرغنى…. .. الدمعه يبست في الحشا. كتب% معتصم طه

 

يبقي جيل كبار الفنانين من لدن الراحل وردي وسيد خليفة جيل لن يتكرر لأنهم هم من شكل ذائقة ووجدان الشعب السودان وقبل ايام رحل محمد الأمين واليوم اكتب حارقني الاسي،علي رحيل فنان آخر ملا الدنيا ابداعا لينضم لقائمة المبدعين وبرحيل الفنان محمد ميرغني يكون جيل الابداع قد تبقي فيه خمسة نسأل الله لهم ان يحفظهم ولنزيح الستار لنجوس خلال رحلته الفنية وتقول سيرته الذاتية ان اسمه هو ميرغني محمد أبن عوف مجدوب المطرب السوداني الشهير. ولد بحي السيد المكي بأمدرمان سنة 1945م، وبدأ دراسته الأولية بمدرسة شيخ أمين بجوار سينما الوطنية بالخرطوم بحري وأكمل تعليمه بمدارس الأحفاد بأمدرمان ومعهد التربية بشندي والذي تخرج منه مدرسًا، ومارس مهنة التدريس وتردد على عدد من المدارس حتى بلوغه سن المعاش سنة 2008م، أنا والأشواق للشاعر السر دوليب هي أول اغنياته الخاصة من ألحان حسن بابكر وقد أجيز بها صوته سنة 1965م في الإذاعة السودانية له أكثر من 200 أغنية خاصة للشعراء إسماعيل حسن ـ السردوليب ـ السر قدوور ـ صلاح محمد إبراهيم ـ مصطفى سند ـ التيجاني الحاج موسى وغيرهم. محمد ميرغنى اخ غير شقيق من ناحية الأم للشاعر والأديب السودانى الدبلوماسي محمد المكي إبراهيم .
شعراء تعامل معهم
السر دوليب و حسن الزبير
الحديث ياخذ منحي آخر عندما يكون صادر من فنان بقامة وجرأة محمد ميرغني لعله ذاك الانطباع الذي رسخ في أفكارنا بأنه لايخشى في الحقيقه لومة لائم وهو معروف بذلك.وكانت صحيفة
“الجريدة” جلست مع المعلم والفنان والبرلماني محمد ميرغني وطرحت عليه عدة أسئلة دارت في شتى المحاور من التعليم وحاله الفن وأوضاعه في الوقت الراهن، إضافه إلى انعاشه بكثير من الذكريات والظروف التي ظلت مصاحبة له.. فإلى مضابط الحوار:
حوار : علي أبوعرك
مواقف وتفاصيل جعلتك تدخل الساحة الفنية وأنت متخوف جداً
لعدة أسباب أذكر منها أنني في تلك الفترة كنت أعمل بسلك التعليم و”منغمس” في كرة القدم لاعباً بالأمير البحراوي، وكان وقتها الدوري في مراحله الأخيرة، أضف على ذلك أن التنافس كان شديداً آنذاك ومساحة الظهور ضيقة لأن الوسيلة الوحيدة الإذاعة والتلفزيون في ذاك الوقت.. لذا كنت مترددا جداً في دخول الوسط الفني.
ومالظروف التي اخذت منك نزعة الخوف جانباً وألهمتك فكرة دخول الساحة ؟
شجعوني أصدقائي وشباب الحي كانوا مصرين على دخولي لهذا المجال، فوجدت منهم الدعم والمؤازرة الكبيرة، وبدأ صوتي ينتشر في أوساط مدينتي.. وأجد مساحة للمشاركة في كل المناسبات وهذا ما شجعني أكثر فأكثر.
ماذكر يعد تمهيداً لولوجك إلى ساحات المشهد الفني إلا أن هناك بداية حقيقية دائماً ماتكون مصاحبة لمسيره أي فنان كيف كانت؟
الخطوة الفعلية بدأت عندما قمت بتسجيل أغنيتين للهرم السني الضوي شفاه الله وعفاه، كان جارنا في الحي الذي أقطن فيه.. أخذت نص الأغنيتين وقمت بعرضهم عليه وهي “أضيع أنا وقلبي يزيد عناهو ? ياحبيبي أنا فرحان”، إندهش السني من جمال الصوت، فقال إنه لم يتخيل أن هناك فنان في الحي.. قام بفتح المسجل في مجمع عام كان به عثمان حسين وأحمد المبارك وإسماعيل حسن.. فقال الفنان أحمد المصطفى إن هذا الفنان مدهش وسيكون له مستقبل زاهر، تلاه الفنان أحمد المبارك الذي ذكر أن هذا الفنان كبير بس ما داير يظهر.
هي شهادة من عمالقة لفنان حديث، فما إحساسك بتلك التعليقات عليك؟
هذا ما دفعني أكثر للاجتهاد وأن أنظر لأمر الغناء بصورة جادة، خاصة وأن ما ورد في التعليقات جاء من فنانين لهم وزنهم.. تحركت بعد ذلك في البحث عن طريقة تجعلني في حلبة المنافسة.. وهي فعلاً منافسة لأن الساحة كان بها أفذاذ منهم إبراهيم عوض، محمد وردي، خضر بشير ومجموعة كبيرة من رواد الفن.
انت تتحدث عن جيل مختلف في اعتقادك هل استطاعت حواء الأغنية السودانية أن تلد جيلاً مشابهاً له؟
ذاك يعتبر الجيل الذهبي للأغنية السودانية لم يأت شبيه له، يكفي أنه حوى أفذاذ الساحة ولا زال أهل الفن ينهلون من خير أغنياته، ويعيشون على ما قدموه إلى الآن ونتائجه واضحة ولا يحتاج إلى تقديم شهادة
التفاصيل الذي ذكرتها تقود إلى أن هناك قطار أحداث صاحب رحلتك الفنية حتى وصلت إلى محطة معلومة فاحكي؟
كان صديقي عثمان الشايقي ذو صلة بالشاعر الكبير إسماعيل حسن، فاقترح علي أن نذهب له حتى يتمكن من التقييم بصورة مثلى، ومن ثم يقدم لنا بعض الآراء وفعلاً تعرفت عليه.. عندها قمنا بجلسة استماع في ذاك اليوم ولحسن الحظ وجدنا مجموعة مع الأستاذ إسماعيل حسن وقد اقتنعوا تماماً بامكانية أن أغني ووجدت منهما دعماً كبيراً.
تتحدث عن فترة كانت فيها الساحة ضيقة، كيف تصالحت معك وأعطتك مساحة في حوشها غير المتسع آنذاك؟
فعلاً كانت الساحة ضيقة آنذاك ولا تسمح بالظهور إلا لأشخاص بعينها، إلا أنني وفقت في أن أجد مساحة في الإذاعة السودانية عبر برنامج أشكال وألوان، الذي كان يقدمه المذيع أحمد الزبير، ووجدت تلك المشاركة صدى واسعاً وكبيراً، وتعد النقطة التي كانت مثار تحول وقدمتني للجمهور.
بالمقابل ما مقياس الأغنيات التي قدمت بها تلك المشاركة الإذاعية؟
لم أضع مستوى محدد لأغنياتي لأنني على قناعة بأنني لا أغني إلا الكلمات التي أحسها وأتجاوب معها، كما أن الشعر آنذاك كان مختلفاً، والجميع بما فيهم أهل الفن والأدب يدققون في كل ما هو مطروح، لذا دائماً ما يجتهد الفنان في اختيار الكلمات اللائقة والجميلة.. ويضع الألحان المتفردة والنادرة.
وزاره التربيه والتعليم كان لها دور فى ظهورك بصفتك معلم ما هو شكل الدعم الذي قدمتة لك؟
وزارة التربية كانت تكتشف وتقدم المساعدات لكل صاحب موهبة حقيقية فقد كانت تأخذ معلمي الفنون والتشكيل إلى جامعة الفنون الجميلة والملحنين وأصحاب الأصوات الجميلة إلى كلية الموسيقى والدراما.. وتهتم بالبستنة والتغذية والصناعات اليدوية وغيرها من النواحي الأخرى، ولها الفضل فيما وصلت إليه، فهي بمثابة المربي والمرشد لذا خرجت الصورة بالقدر الذي تراه بعينك الآن.. وما ذكرته يعد أحد الأسباب التي قادتني بخطى ثابتة حتى الآن.
هناك قصة جمعت بينك وطبيب الرئيس اليوغسلافي ماهي؟
هي أنني في وقت من الأوقات قدمت لي دعوة من قبل أبنائي الطلاب في جمهورية يوغسلافيا للمشاركة، لبيت الدعوة ورتبت أموري للأمر، وسافرت وبعد المشاركة ظهرت لي بعض الآلام في الحنجرة، فقام أحد أبنائي بتحديد زمن مع أخصائي في نفس الوقت وكانت مقابلته صعبة جداً وجدته في انتظاري. وبعد أن خلصت المقابلة ذكرت لمرافقي بأن الشخص المريض يعد من أفضل الأصوات التي سمعها على الإطلاق.. عرفت فيما بعد أنه الطبيب الخاص للرئيس اليوغسلافي توني وطبيب الحزب الشيوعي اليوغسلافي، إضافة إلى أنه رئيس المهن الموسيقية اليوغسلافية، فرحت جداً بهذه الإشادة الكبيرة حيث دعمتني نفسياً.
هناك موقف انساني قمت بة في “أثينا” وهو تنازلك عن مستحقاتك المالية ولكننا لاندري لماذا فعلت ذلك؟
الدعوة كانت من طلاب وكلنا على علم بظروف هذه الشريحة، لا يملكون القدر الكافي من المال، وهم خارج أرضهم وفي غربة، حدث خلاف بين أحد الموسيقيين وفنان آخر حول العائد المادي، فرفضوا المشاركة، شكا لي المنظم للبرنامج وهو طالب عن ما جرى وهم الآن في حيرة من أمرهم.. فما كان مني إلا أن قلت له خذ نصيبي من العائد المادي للمشاركة. ووزعه عليهم بالتساوي حتى يحل الإشكال.. وقد فعل وهم حتى الآن لا يدرون.
ما هي الإرشادات والنصائح التي قدمها لك الطبيب اليوغسلافي بعد شفائك؟
الغريب في الأمر كل النصائح والإرشادات كانت فنية منها أن لا يرهق صوته بالصراخ العالي “ما تكورك ساي” وأن أبعد من التدخين، وعدم تناول الكحول، فإذا استطعت أن أفعل كل هذا فسأضمن استمرارية كبيرة في مسيرتي الفنية.
مقارنة بالرحلات الخارجية في السابق كيف تنظر لحالها اليوم؟
بصراحة أصبحت لا أعرف ما المقاييس التي يتم بها اختيار الفنان اليوم للمشاركة خارجياً لمن، من يمثلونا اليوم فارغين ولا يمتلكون الصفات التي تمكنهم من تمثيل السودان خارجياً، “ديل عواطلية ساي”.
فوضى المشاركات الخارجية مؤامرة من جهات دخيلة أم تأكيد لضعف الاتحاد أم هو تقصير من قبل الوزارة؟
الفوضي سببها تدخل من جهات دخيلة لاعلم لي بذلك، ولكن للحقيقة والتاريخ الاتحاد ما “عندو أي دور يذكر والوزارة عاملة نفسها ما فاضية” وهذا هو السبب الذي جعل الأمور تخرج عن السيطرة، وإذا لم تضع حلول سريعة وعاجلة فسيقود هذا الحال إلى كارثة لا يمكننا أن نتخلص منها.
حديثك يؤكد أنه بالضروره ايجاد حلول عاجله للخروج من هذا المأزق؟
الحلول صعبة ولكن هناك طريقة وحيدة لمحاربة هذه الظاهرة وهي أن تقوم السفارات بوضع شروط متفق عليها باختيار الفنانين الذين يقومون بتمثيلنا في الخارج، وأن يولى الأمر مسؤولية الملحق الثقافي حتى نستطيع تقديم فنانين يمثلوننا خير تمثيل في تلك البلاد.
هل هذا يشير إلى ان الضغوطات التي نعيشها الآن لها باع طويل في عمليه التحول التي اجتاحت الذوق العام؟
نعم بالضبط وأريد أن أوجه إليك عدة أسئلة منها هل حياتنا مستقرة، حياتنا مضطربة جداً لأن إيماننا بات ضعيفاً، ضغوطات الحياة بتسلبك كل ما هو جميل وخلاق، لذا حدث هذا التحول.
هذا التحول انعكس حتى على أخلاق جل المطربين الشباب وذلك بكثره التعديات على حقوق الغير؟
هذه صفة غير كريمة ولا تستمر ولا تقدم الفنان. وعن نفسي غير راضٍ من هؤلاء الشباب الذين تغنوا بأغنياتي دون استئذان.
ولماذا ترفض مبدأ المقاضاة لرد الحقوق؟
“نقاضي منو؟ ولا نخلي منو؟ الحالة جاطت” وخرجت عن السيطرة.
وكأنك تود أن تقول إن للإعلام دوركبير في الذي يحدث الآن؟
له دور كبير في الفوضى التي تحدث الآن وأصبحنا لا ندري بالمقاييس التي يبنى عليها الاختيار، أقول هذا ولدي قائمة في الإذاعة الرياضية بها أكثر من 1500 فنان لا أعرفهم ما الذي يحدث يا ناس.
نريد أن تفيدنا ببعض الحلول؟
ما بتقدر طالما الشعب السوداني أصبح لا يمتلك الذوق فالأزمة جارية.
الشجاعة هي عنوانك في إبداء الرأي كيف تقيم البرامج الإذاعية والتلفزيونية والتوثيقية؟
عاصرنا تلك الفترة التي يتحدث عنها.
كثيرون يرون أن هناك ضيق أفق عند كثيرين من أهل الفن ماذا تسمي ذلك؟
ضاقت ثقافته لاعتماده على الجانب الرخيص وهو العداد فمثلاً أوصاني الفنان عثمان حسين بضرورة تعلم اللغة الانجليزية من وقتها فانني أقرأ ساعة كاملة يومياً، إضافة لعدم وجود القدوة الفنية فقد علمنا أحمد المصطفى كيف نأكل بالشوكة والسكين حتى لا نحرج وأن نلبس أفضل الملابس حتى نرتقي بقيمة الفنان.
هناك مواسم هجرة من ساحات المسارح إلى قبة البرلمان؟
بالرغم من التحفظات في الأمر إلا إن الأمر إيجابي وغير ضار لأنهم يعكسون قضاياهم بتجرد.
أساطير فنية قبروا بالخارج أمثال سرور والفيتوري، ما تعليقك؟
يؤسفني هذا وهؤلاء عمالقة ويجب أن نحافظ علي رفاتهم داخل أرض الوطن لإعلاء قيمة إبداعهم.
الجمهور يرى أن حالة الابداع باتت لاتحتاج لشرح والفقر والموت والمرض بات عنوانها؟
لا يوجد اهتمام فالفنان يأخذ لحم ويرمى عظم.
مارأيك في جعل الحقيبة دائماً مقياس للإبداع والمبدعين؟
أنا ضد التمسك بأفضلية الحقيبة هذا غناء جاء في زمان وانتهى له ظروفه وأحواله. ويجب أن لا يكون مقياس لإبداع الفنان. فالكل مرحلة تفاصيله ولكل جيل ظروفه فهو غناء ليس إلا لدعم تاريخنا الفني العريض.
لك حالة خاصة مع التصوف فانت ختمي هل تلتزم بالأوراد حتى الآن؟
أقوم بكل أورادي بانتظام، وابني يقرأ البراق في المهجر لكل الراحلين.
علي هامش السطور؟
ندمان على دخولي لساحة الغناء واصبحت كارها لها وقمت بتكسير عودي .
يا ابداع
اشتقت ليك ساعة المساء
فرد الجناح
لملم مصابيح النهار
وكل شي صبح لون الجراح
والعتمة نامت في الدروب
والليل لبس أجمل وشاح
في اللحظه ديك احتجت ليك
اشتقت ليك
شوق اليتيم غلبو البكا .. والعبرة سدّت في الحلق
لامن شرق بي حزنو واحزني اتكا
فوق الجرح والقلب في الأعماق بكا
في اللحظه ديك اشتقت ليك وبقيت أهاتي بيك
وعرفت كيف حال الغريب القالوا سافر لي بلاداً
قالوا بي خلف القمر
من كم سنة سرج النياق
في ليل وحاتك دون خبر
من يومو داك أصبح زوال
ولا كلمة عنو ولا أثر
درويش وسادر في القدر
لا زاد ولا رفقة حبيب
في اللحظه ديك فتشت في كل الدروب كايس دريبا
حتى إن صبح زي الصراط يجمعني بيك
أتصوري حال الغريب والناس بتسأل
عن بلاداً أصلو ما معروفه وين
يا كبدي لي زولاً غريب
حضن الأسى عبر السنين
في اللحظه ديك كل شيء ودر
حسيت حشاي مشدود على شوك الكتر
وكان المساء واحزني ساعة ما وصل
كل شيء شرب لون النزيف
حتى السحابة الراحلة في جوف الشتاء
عطشانه تحلم بالخريف!!
ما قادرة تزرف للدموع .. اتصوري حتى البكا أصبح حرام
والدمعة يبست في الحشا .. اتصوري بس حالي كيف
حتى العيون زي عين جعان ساعة نشوف أجمل قمر
تتشره في المصران
التمثيل الخارجي .. فى مقدمته .. الرائع عمر احساس .. وعبدالقادر سالم .. وعبدالقادر سالم عندما يعود من الرحلات الخارجية .. يقوم بدفع العائد من غني لهم .. بينما اتهم شاعر مشهور محمد ميرغني .. لم يدفع مليما لكل اشعاره ..
اما السر قدور .. لا يدري اصبح ظاهرة .. ويقوم الطلبة بالتحضير فيما قدم .. السر قدور يمكن أن يكون قناة لوحدة .. وحديثه مهذبا لكل أهل الفن .. وجمع صغار الفنانيين .. ومعظمهم فى البداية .. ويحفزهم .. رجل فى الثمانيين يحقق أكبر جمهور .. وبرنامج ينتظره الجميع كل عام ..
سئل وردي عن عثمان حسين واحمد المصطفي وغيرهم .. قال .. لا استطيع أن أنقد رجالا قدموا تجارب ..
نلتمس العذر للفنان الكبير يد
محمد ميرغني رجل فنان ، صاحب لونية خاصة في الفن السوداني، استطاع بها وفيها المزاوجة بين التراث الشعبي في الكلمة والموسيقي والحداثة اللحنية ،لا غبار عليه، هذا بالاضافة إلى انه معلم منضبط وحاضر البديهه ويكفي نصوصه نص
يباس الدموع
اشتقت ليك ساعة المساء
فرد الجناح
لملم مصابيح النهار
وكل شي صبح لون الجراح
والعتمة نامت في الدروب
والليل لبس أجمل وشاح
في اللحظه ديك احتجت ليك
اشتقت ليك
شوق اليتيم غلبو البكا .. والعبرة سدّت في الحلق
لامن شرق بي حزنو واحزني اتكا
فوق الجرح والقلب في الأعماق بكا
في اللحظه ديك اشتقت ليك وبقيت أهاتي بيك
وعرفت كيف حال الغريب القالوا سافر لي بلاداً
قالوا بي خلف القمر
من كم سنة سرج النياق
في ليل وحاتك دون خبر
من يومو داك أصبح زوال
ولا كلمة عنو ولا أثر
درويش وسادر في القدر
لا زاد ولا رفقة حبيب
في اللحظه ديك فتشت في كل الدروب كايس دريبا
حتى إن صبح زي الصراط يجمعني بيك
أتصوري حال الغريب والناس بتسأل
عن بلاداً أصلو ما معروفه وين
يا كبدي لي زولاً غريب
حضن الأسى عبر السنين
في اللحظه ديك كل شيء ودر
حسيت حشاي مشدود على شوك الكتر
وكان المساء واحزني ساعة ما وصل
كل شيء شرب لون النزيف
حتى السحابة الراحلة في جوف الشتاء
عطشانه تحلم بالخريف!!
ما قادرة تزرف للدموع .. اتصوري حتى البكا أصبح حرام
والدمعة يبست في الحشا .. اتصوري بس حالي كيف
حتى العيون زي عين جعان ساعة نشوف أجمل قمر
تتشره في المصران رغيف
ما برضو زي زولاً صبح وحداني في قلب الرصيف
يرسم خطوط في الرملة
والريح اليولول في البحر قاسي وعنيف
في الساعة ديك وفي اللحظة ديك مديت
معابر شوقي ليك وحنين حنيني الطاغي ليك
كايس اجيك وداير مجيك وبقيت ضعيف
واقف على درب الأسى عطشان وكايس لي زاد
وكل الزرعتو مع السنين ساعة الحصاد أكلو الجراد
وفضلتي
التمثيل الخارجي .. فى مقدمته .. الرائع عمر احساس .. وعبدالقادر سالم .. وعبدالقادر سالم عندما يعود من السفر،يعطي كل شاعر نصيبه
عثمان حسين نصحك بتعلم اللغة الانجليزية ؟ بس أبو عفان الله يرحمه كان ترزي وتعليمه محدود جدا ،فما علاقته باللغة الانجليزية.طيعا هذا لا ينفي أنه كان فنانا راقيا جدا ومثقفأوموسيقارا كبيرا…رحم الله محمد ميرغني

مقالات ذات صلة